فن الحضور
فن الحضور
يُعدُّ الحضور البُعد الثاني في الذكاء الاجتماعي، ويعتمد على الطريقة التي تؤثر بها في أفراد أو جماعات من البشر من خلال مظهرك الجسدي، ومزاجك، وسلوكك، ولغة جسدك، وحتى الطريقة التي تشغل بها المكان، فإما أن تبُثَّ من خلال حضورك إحساسًا بالثقة واللطف والكرم، أو تُعطي انطباعًا بأنك خجول وقلق وغير ودود أو غير مبالٍ، وفي الحياة اليومية نصف الشخص بأن له حضورًا بقولنا إنه يتمتَّع “بكاريزما”، رغم أن مفهوم الكاريزما يبدو مألوفًا فإنه يظل مبهمًا، لذلك يمكننا أن نقسِّم الكاريزما إلى ثلاثة أشكال وفقًا لتأثيرها: “الكاريزما الرسمية”، وهي التي ترتبط برئيس دولة أو سياسي شهير، أو رجل أعمال، وكل من يتمتَّعون بحضور اجتماعي في محفل يحضرونه، ويكون منبع الكاريزما المكانة وليس الأشخاص أنفسهم.
أما “الكاريزما الصناعية” فهي الناتجة عن اهتمام وسائل الإعلام بأشخاص معينين لفترة زمنية محدَّدة، إذ تعتمد على العرض الباهر لسلوكٍ ما، والقدرة على أن يكون المرء أكثر جمالًا، وأكثر إثارة لحسد الآخرين، وأكثر استفزازًا ممن لم يرغبوا في أن يضحُّوا بكرامتهم ومبادئهم من أجل الشهرة، وتتمثَّل في ارتداء ملابس باهظة الثمن، أو مخالفة الثقافة المتعارف عليها، والتصرُّف بشكل مثير، والحضور بشكل لافت في المحافل والمناسبات العامة، بينما “الكاريزما المكتسبة” هي التي يتمتَّع بها فئة قليلة من الناس، ويعلمون أنهم يمتلكون الكاريزما، إلا أنهم لا يعمدون إلى استغلالها لأنها متأصِّلة في الإنجاز والإحساس بالذات، وليس بعِظم الثروة أو الشهرة أو السلطة، وبناءً على ذلك فإن الكاريزما الحقيقية هي الكاريزما المُكتسَبة التي تتكوَّن من مزيج من القدرة على احتمال الضغوط والحماس لأجل تحقيق الأهداف، وجوهرها التواضع القائم على مجمل منجزات حياة المرء، أما المتكبِّرون المتعجرفون فلا يمكنهم نيلها أبدًا مهما بذلوا في سبيل الحصول عليها.
بناءً على ذلك فإن إشكالية العالم المعاصر المعتمد على وسائل الإعلام أنه يحصُر الكاريزما في أن تكون شخصًا جذَّابًا وسيمًا حسن المظهر، ومن ثمَّ عليك أن تبذل المزيد من الجهد وتتحلَّى بمزيد من الذكاء، فالمرأة العجوز تظل تُطل علينا من شاشة التلفاز طالما ما زالت محافظة على مظهر الشباب، وفي حال ظهر عليها كِبر السن، يكون عليها أن تفسح المجال لفتاة أصغر سنًّا، بينما نجد العكس في حال الرجل العجوز، إذ نجده متزوجًا من فتاة شابة جميلة، لذلك لا تحاول أن تجعل حضورك مثل حضور مُمثلي السينما، بل عليك أن تجد أسلوبك الطبيعي الذي يعكس شخصيتك.
الفكرة من كتاب الذكاء الاجتماعي.. علم النجاح الجديد
يُبيّن المؤلف خلال صفحات الكتاب أن القدرة على التواصل مع الناس بشكل فعَّال ترتكز على ذكاء من نوع خاص، وهو “الذكاء الاجتماعي”، وهو مختلف تمامًا عن حاصل الذكاء العقلي، إذ يعتمد على القدرة على الانسجام والتآلف الجيِّد مع الآخرين وكسب تعاونهم، ويفترض أن الذكاء الاجتماعي مكوَّن من خمسة أبعاد، وكلٌّ منها يتضمَّن سلوكيات اجتماعية ضارة وأخرى مُعزَّزة، ومن يتمتَّع بذكاء اجتماعي هو من يتبع السلوكيات المُعزَّزة.
مؤلف كتاب الذكاء الاجتماعي.. علم النجاح الجديد
كارل ألبريخت: هو مستشار إداري، ومُدرِّب، ومُحاضر، تم إدراج اسمه كواحد من أفضل 100 شخص في مجال إدارة الأعمال، كما أنه خبير في تنمية مهارات التفكير المتقدمة، وله العديد من الكتب في استراتيجيات العمل والأداء التنظيمي، والإنجازات المهنية، منها:
Stress and the Manager.
Practical Intelligence: The Art and Science of Common Sense.
Brain Power: Learn to Improve Your Thinking Skills.
Conversations With a Frog.
Brain Snacks: Fast Food for Your Mind.
Corporate Radar: Tracking the Forces That Are Shaping Your Business.