فن إدارة الغضب للتعامل مع الشخصيات الصعبة
فن إدارة الغضب للتعامل مع الشخصيات الصعبة
تحديد الشخص “الصعب” بدقة من حيث سلوكه الفعلي تجاهك هو الخطوة الأولى في التعامل بفاعلية مع المشكلة، وهو أمر حاسم لإدارة التغيير بفاعلية، إذ يتيح لك ذلك، البقاء مركزًا على مشكلة محددة وتجنب إدخال القضايا العاطفية في موقف متوتر بالفعل.
وتوجد عديد من الاستراتيجيات للتعامل مع هذه الشخصيات الصعبة بشكل عام، ومنها: الغضب وتوجيه الخلاف، والسيطرة على الغضب، وفهم الخلاف، والتعاطي مع الانتقاد، والتفاوض.
بلا شك، يثير التعرض للأشخاص الذين وردت صفاتهم في ما سبق غضبَنا، وفي بعض الحالات يتعين علينا أن نتعلم كيفية التصدي للغضب الموجه إلينا.
ببساطة، عندما نصبح غاضبين مضطربين، لا يمكننا الاستجابة برد المثل، لأن هذا غير مقبول اجتماعيًّا في الحياة المؤسسية، ولكننا لا يمكننا أيضًا الهروب من الوضع لأنه يتعين علينا الوفاء بالتزاماتنا، وبالتأكيد ستؤدي هذه الحالة إلى فقدان احترام الأشخاص الذين نعمل معهم وكسب صفة “الشخصية الصعبة”.
لذا يمكننا استنتاج أن التعامل باستراتيجية الغضب وتوجيه الخلاف ليس الحل الأمثل للتعامل مع الشخصيات الصعبة، وبدلًا من ذلك يفضل محاولة السيطرة على الغضب (من خلال استخدام الاستراتيجية الثانية)، فمن الضروري أن تحافظ على هدوئك وتسيطر على أعصابك عند مواجهة شخص يثير غضبك.
يجب أن تتنفس ببطء وبشكل منتظم لتتيح لنفسك الفرصة للتفكير، وأن تستمع بعناية للشخص الغاضب وتُظهر له أنك تهتم بما يقوله، دعه يعبر عن مشاعره واحتياجاته، لكن لا تسمح له بالسيطرة على سلوكك.
الفكرة من كتاب فن التعاطي مع الشخصيات الصعبة
تلعب جودة العلاقات الإنسانية دورًا حيويًّا في تحديد صحتنا ورفاهيتنا، ويمكن أن يتيح مكان العمل فرصًا لتطوير شبكات الدعم الاجتماعي التي تحمينا من الضغوطات الناجمة عن الحياة الحديثة.
ويُقال إن زملاء العمل يُمَثِّلُونَ عائلة بديلة لنا، وقليلون هم الأفراد القادرون على العملِ والازدهارِ بنجاحٍ في العزلة الاجتماعية، ورغم ذلك، فإن هناك بعض الأشخاص في مكان العمل قد نفضل أنْ نَعيش من دونِهم، لأننا نجدُ صعوبةً شديدةً في العيش والعمل معهم.
إن فن التعامل مع الناس يعد مهارة تتقنها القلة، وذلك بسبب اختلاف نفسيات البشر، لذا يقدم هذا الكتاب نموذجًا للتعامل مع فئة محددة من الأشخاص، وهم الأشخاص ذوو الشخصيات الصعبة أو العسيرة.
مؤلف كتاب فن التعاطي مع الشخصيات الصعبة
كاري إل.كوبر: مؤلف ومحرر لعدد كبير من الكُتب، وُلد في الولايات المتحدة، وهو أستاذ متميز في علم النفس التنظيمي والصحة في كلية الإدارة جامعة لانكستر، وهو الرئيس المؤسس لأكاديمية إدارة بريطانيا، وأحد الأعضاء القلائل في المملكة المتحدة في أكاديمية إدارة (أمريكا)، ورئيس سابق للجمعية البريطانية للإرشاد والعلاج النفسي، ورئيس لمنظمة “RELATE”، ورئيس أكاديمية العلوم الاجتماعية، وفي عام 2014 حصل على لقب فارس لمساهمته في العلوم الاجتماعية.
فاليري ساذرلاند: شاركت مع كاري كوبر في تأليف عدد من الكتب، أبرزها:
Organizational Stress Management: A Strategic Approach