فنون الإجابة

فنون الإجابة
ذكرنا أن الاستراتيجيات الخاصة بطرح الأسئلة، وسنذكر الآن الاستراتيجيات الخاصة بالإجابة عن الأسئلة، ومن ضمنها استراتيجية الأسئلة الراجعة، فعندما نريد اكتساب وقت للتفكير في السؤال والرد المثالي أو الخروج من وضع الدفاع، يمكننا فعل ذلك عن طريق الرد عن الأسئلة بأسئلة مثل: ماذا، ماذا تقصد، أو عفوًا، أو نختار مصطلحًا من السؤال، ونسأل الطرف الآخر عن تعريفه، أي استخدام الأسئلة التعريفية مثل: ما معنى مؤهل بالنسبة لك، أو عندما يتم اتهامنا بالاستيلاء، أو الإهمال نسأل عن التفاصيل مثل: أين تقع الأخطاء، لكن في حالة الشعور بأن السائل يوجِّه إلينا هجومًا يُقلِّل من قدرتنا على التفكير أو التخطيط، يمكن إثبات خطئه، ثم توجيه اتهام إلى السائل، وبالتالي يخرج من دور الهجوم إلى دور الدفاع.

هناك استراتيجية أخرى تهدف إلى صد الهجوم عن طريق طرح حلٍّ في المستقبل، فمثلًا: أنت غير مستعد، فالرد: سأكون مستعدًّا خلال… بالتالي لن يستطيع الطرف الآخر التحقُّق من صدق هذا الأمر في الوقت الحاضر، وهناك استراتيجية مشابهة تهدف إلى التهرُّب من السؤال، وهذه يحتاج إليها السياسيون للتهرُّب من الاعتراف بأمر ما بشكل واضح، فيبدؤون في الحديث بشكل مطوَّل استنادًا على مصطلح ما ذُكِر في السؤال، أو بدلًا من ذكر الأخطاء يوجِّهون الإجابة إلى ذكر الإنجازات، والمهم في هذا النوع من الإجابات هو الحديث بشكل مُطوَّل بلا توقُّف.
وبذكر إعادة توجيه الإجابة هناك استراتيجية تُدعَى الغاية الأسمى، فباستخدامها نشير إلى موضع الخلاف كموضوع فرعي ونوجِّه الاهتمام إلى الجانب الإيجابي، وهناك استراتيجيات أكثر حدَّة، فهناك استراتيجية تهدِف إلى صد الهجوم فورًا حيث تتمُّ مقاطعة الطرف الآخر وتصحيح المعلومة، وهناك استراتيجية أخرى يتم فيها التشكيك في رأي الطرف الآخر لمجرد أنه ليس خبيرًا في هذا المجال، مع استخدام هذه الاستراتيجيات، ولا بد من استخدام لغة الجسد، فعند الاستماع للسؤال لا بد من النظر إلى طارح السؤال بنظرة جريئة، وأثناء جلسات المساءلة لا بد من صرف النظر عن طارح السؤال بعد الإجابة، لأن النظر إليه يعني أننا ننتظر المزيد من الأسئلة، وقد يعرِّضنا هذا لأسئلة مُحرجة.
الفكرة من كتاب لا تقع فريسة لزلَّة لسانك: هكذا تصبح سريع البديهة وأكثر نجاحًا
تتعرَّض لمضايقات ممَّن حولك وتعجز عن الرد، أو يقوم أحدهم بسرد جملة فكاهية ولا تستطيع التفاعل سوى بالابتسام، وبعد مرور الموقف بساعات يجول في خاطرك الرد المثالي، ولكن ما الجدوى من ذلك، هل سنعود بآلة الزمن إلى الماضي أم سنقوم بالرد بعد مرور الموقف؟ لا يتبقَّى لنا سوى الإحساس بالحسرة.
ينعقد اللسان لأن العقل يدخل في حالة من الصدمة والضغط النفسي لأنه يكون غير مُبرمج على الهجوم والهروب، وتظلُّ الأفكار تائهة، وذلك بسبب عدم وجود موهبة تسمَّى سرعة البديهة، ولهذه الموهبة نوعان: نوع خاص بالدفاع عن النفس ضد الهجوم اللفظي، والنوع الآخر خاص بإبداء جمل فكاهية عفوية انطلاقًا من الموقف، وتم تناول كليهما خلال هذا الكتاب، سنتعلَّم من خلال هذا الكتاب فنون وأساليب سرعة البديهة التي ستحول دون الوقوع في حالة الصدمة التي تشتِّت عقولنا وتعقد ألسنتنا.
مؤلف كتاب لا تقع فريسة لزلَّة لسانك: هكذا تصبح سريع البديهة وأكثر نجاحًا
ماتياس پوم: مؤلف ألماني، وُلِد عام ١٩٦٠ بمدينة لوهر إم ماين، بولاية بافاريا، وحصل على درجة علمية في هندسة الاتصالات، وقد حضر دورات في ممارسة الخطابة بعد تجربة عفوية مرَّ بها ليبدأ بعد ذلك العمل لحسابه الخاص كمدرِّب عام ١٩٩٧، له عدَّة مؤلفات، منها:
Schlagfertig auf dem Schulhof. Wie man Großmäulern clever Paroli bietet
Vergessen Sie alles über Rhetorik
معلومات عن المترجم:
الدكتور إلياس حاجوج: باحث ومُترجم سوري، قام بترجمة عدَّة أعمال، ومنها:
أبناء بروميثيوس: تاريخ البشرية قبل اختراع الكتابة.
الشفاء بالتغذية: أكل أفضل.. صيام سهل.. حياة أطول.
لصة الفاكهة.