غير أفكارك
غير أفكارك
قد توحي الطبيعة السلبية التي اعتادها من يرضون الآخرون أن راحتهم ستبدأ عندما يتوقف الآخرون عن تحميلهم أعمالًا إضافية، لكن الحقيقة أن العالم هو الثابت وطلبات الآخرين ستستمر وما يجب أن يتغير هو فكرتنا السلبية هذه، فرؤيتنا أن السعادة يجب أن تأتي من مصدر خارجي مثل رضا الآخرين سيجعل الآخرين يستغلون تساهلك في حق نفسك، فالتغيير يجب أن يبدأ منا نحن لا من الخارج، وأول التغيير سيكون بزيادة وعيك بما تفعله، عن طريق إحضار دفترك لتكتب فيه الأشياء التي تجعلك سعيدًا، وتسأل هل رد فعل الآخرين يؤثر في سعادتي تلك؟ وما قيمتي عند الآخرين عندما أقوم بشيء لهم؟ وهل ذلك لأنني أريد المساعدة أم لأنني أخاف خسارة رضاهم؟
وملاحظة كيفية تعاملنا مع أنشطتنا اليومية والأفعال التي تسبب لنا السعادة تمنحنا رغبة في تغيير أفعالنا، وخلال هذا التغيير سنواجه صعوبة لأن أفعالنا مرتبطة بذكرياتنا ومبادئنا التي كونّاها عبر السنين، لقد تحولت هذه الأفعال إلى جزء من ردة فعلنا التلقائية، ولذلك سيكون من المفيد أن نتوقع صعوبة عند تخلصنا من عادة سيئة كعادة إرضاء الآخرين.
الآن بعد أن حددت الأفعال الخارجية التي تجعلك سعيدًا ووعيتها، ستحتاج إلى أن تكتب مشاعرك في مفكرتك لتكتسب وعيًا داخليًّا، أحضر قلمك واكتب الدوافع التي تحركك ولماذا أنت متحفز لأفعال دون الأخرى؟ هل لرضا الآخرين دور في نشاطك؟ وما الذي تفعله الآن في حياتك وينبع من قراراتك أنت؟ وما الذي تفعله وينبع من قرارات شخص آخر؟ وببطء ستجد ملامح حياتك تتضح لتعرف إلى أي درجة تسيطر على حياتك، ولأي درجة تعبر عن وجهة نظرك.
الفكرة من كتاب توقف عن إرضاء الآخرين: لا تنشغل برؤيتهم عنك، أنت الأهم
في حياتنا كثير من الأشخاص الذين لا يرفضون أي طلب ممن حولهم مهما كانت طبيعة هذا الطلب، سواء كان طلبًا هم غير ملزمين به أو طلبًا شخصيًّا أو استغلالًا من الآخرين، فهم لا يقولون “لا” أبدًا، وقد يبدو أن هذا فعل آتٍ من نفس كريمة مستعدة دائمًا لحمل أي نوع من العمل لإسعاد من حولها والتخفيف عنهم، لكن الحقيقة أن هذا الفعل آتٍ من نفس مرهقة غير قادرة على الرفض من الأساس،
فتحتمل فوق طاقتها وتحافظ على الابتسامة والأجواء المرحة من حولها لكي تنال القبول من المحيطين، وإن كان هؤلاء الأشخاص من الداخل يعانون من الأشغال الزائدة، وإن استمروا في هذه الأفعال فقد تظهر عليهم أمراض وأعراض سلبية ستكون غير قابلة للعلاج وقتها، ولهذا يطرح الكاتب هذا الكتاب ليعالج هذا النوع من السلوك بتعريفه وتحديد أسبابه ومساعدة هؤلاء الأشخاص للتوقف عن مساعدة الآخرين عندما لا يريدون، دون أن يشعروا بذنب من جراء ذلك.
مؤلف كتاب توقف عن إرضاء الآخرين: لا تنشغل برؤيتهم عنك، أنت الأهم
باتريك كينغ: متخصص في التفاعلات الاجتماعية، ومدرب تواصل ومهارات اجتماعية في سان فرانسيسكو وكاليفورنيا، وهو أيضًا الكاتب الأكثر مبيعًا على أمازون في مجال العلاقات، وله عديد من المؤلفات، من أبرزها:
تحدث أمام الجميع بجاذبية: تعلم فن الارتجال والحوار الممتع.
اقرأ الناس كأنهم كتاب.
فن التأثير على الآخرين.
معلومات عن المترجمة:
أسماء عرفة: مترجمة وكاتبة مصرية تخرجت في كلية الألسن بجامعة عين شمس، وعملت صحفية رياضية ومراسلة إذاعية، وبعدها تفرغت للعمل محررة أدبية في دار دون للنشر، صدر لها عديد من الكتب والروايات المترجمة مثل:
ثلاثة رجال في قارب.
علم اقتناء الثروة.
ما تحتاجه لتكون سعيدًا.