غاندي والمسيحية والإسلام
غاندي والمسيحية والإسلام
كانت المسيحية مُختارة في عهد غاندي وقد دخل قلبه بعض الكره تجاهها، فقد كان من عادة المسيحيين أنهم يقفون في زاوية قرب المدرسة الثانوية يتفوَّهون بالمواعظ، ويلقون الشتائم على الهندوس وآلهتهم، وخلال تلك الفترة سمع غاندي بدخول شخص ما المسيحية وفُرض عليه أكل لحم البقر وشرب الخمر وتغيير ملابسه في زي أوروبي، وتعجَّب غاندي من هذا الدين، وكيف أن هذا الرجل بدأ يطعن في ديانة أجداده وملابسهم ووطنهم.
ويُسقِط الشقيري هذا الكلام على ما يحدث اليوم من المسلمين وتكريه الناس في الإسلام، فمن قال إن الذي يسلم يترك أهله ويهجر مجتمعه لكي يصبح مسلمًا حقيقيًّا، فمن عظمة الإسلام سماحته ومرونته، وأن هذه الرسالة عالمية تحتوي جميع الثقافات غير المخالفة لها، فوجب على رجال الدين المسلمين أن يحترموا الأديان ويكسبوا قلوب الناس.
أصبحت مقولة “قابل الشر بالخير” مبدأ غاندي في حياته، وهذا المبدأ مشى عليه الكثير من الحكماء، فيكافئون كل خدمة صغيرة بعشرة أمثالها، فالنبيل الحقيقي يعتبر الناس متساوين، ويرد على الإساءة بالإحسان.
ويوضح غاندي أيضًا أن حياءه كان درعه، وساعده على إدراك الحقيقة، وأنسب الفضل إليه في كثير من الأشياء على عكس تذمر الكثير من هذه الصفة ومحاولة التخلص منها، فها هو رسول الله يستثمر شدة عمر ويمدحها، ويستثمر رقة أبي بكر ويمدحها بحسب طبيعة كل منهما، فلا يطلب أحد الخروج عن الطبيعة وإنما يوظفها في الخير.
الفكرة من كتاب رحلتي مع غاندي
كل إنسان منَّا لديه عيوب، ولكن الفارق بين شخص وآخر هو الحرص على تقليص هذه العيوب في أثناء رحلة الدنيا، مع اليقين بأن الكمال لله، وأن الهدف ليس الوصول إلى الكمال، بل الهدف هو السعي المستمر للوصول إلى أقرب درجة منه.
فالجميع في النهاية لديهم نفس الهموم والضعف البشري، ومن هؤلاء البشر كان غاندي؛ رجل قضى عمره في البحث عن الحقيقة ومحاولة الوصول إلى السلام الداخلي، ومقاربة مبادئه وأهدافه بتعاليم رسول الله ﷺ التي يتبعها المسلمون، واتبعها غاندي ولم يكن مسلمًا.
يتضمن الكتاب خواطر من جوانب حياة غاندي الإنسان وليس السياسي، ورحلته في البحث عن الحقيقة وتقويم نفسه ومعالجة ضعفه الإنساني.
مؤلف كتاب رحلتي مع غاندي
أحمد مازن الشقيري: إعلامي وكاتب سعودي، بدأ بتقديم برامج فكرية كالسلسلة التليفزيونية “خواطر”، وهو منتج تليفزيوني، وكان ممن شاركوا في الدفاع عن النبي محمد ﷺ بنشره فيديو على الإنترنت باللغة الإنجليزية ردًّا على الفيلم المسيء إليه، ولديه العديد من الكتب منها: يلا شباب، ورحلة مع حمزة يوسف، وولو كان بيننا.