عودة سريعة إلى نقطة الصفر!
عودة سريعة إلى نقطة الصفر!
لم يكن تيمور حاكمًا مطلقًا على سمرقند، فالقائد المغولي “بيكجوك” الذي أرسله الخان عاث هو وحاميته في الأرض فسادًا واستهانةً في الأعراض، كما نجح بعض الوشاة بإقناع الخان أن تيمور ينوي العصيان، ليرسل الخان أمرًا بإعدام تيمور، فقرر تيمور مع زوجته وعشرين من رجاله الأوفياء الهروب إلى الصحاري.
ولم تكن حياة الصحراء سهلة بالمرة، فتيمور الذي صعد بشكل مفاجئ ليصبح أميرًا لسمرقند، ها هو يعود مجددًا بل وإلى أقل مما كان عليه، هاربًا في الصحراء بلا أي مأوى، ولحسن الحظ أن “تيمور” كان قد التقى في الصحراء شقيق زوجته الذي يُدعى “حسين”، والذي كان أميرًا على كابول ثم هرب هو الآخر بعدما طارده الخان أيضًا.
لقد طالت فترة البقاء في الصحراء حتى ظن تيمور ومن معه أن هذه النهاية، لكن بعد فترة طويلة من العناء التقى تيمور عددًا كبيرًا من رجاله القدماء المخلصين الذي خرجوا للبحث عنه، وزاد بذلك عدد رجال تيمور ليصبح خمسمئة رجل، وقرر تيمور آنذاك أن يسير إلى كابول ليلتقي شقيق زوجته الأمير حسين مرة أخرى فتحالف معه، واتجها للسيطرة على سجستان، وبالفعل نجحا في هذه المهمة الأولى، ولكن أُصيب تيمور بسهم في قدمه اليمنى تسبب في جعله يعرج طوال حياته، وهذا ما جعله يشتهر باسم تيمور الأعرج أو تيمورلنك.
الفكرة من كتاب قاهر العالم تيمُورلنك
في الوقت الذي كان أحفاد جنكيز خان وقادتهم يفسدون في الأرض، ظهر في بلاد ما وراء النهر -أوزباكستان الآن- رجل تتاريٌ مسلم أزعج المغول فهزمهم وقضى عليهم، وبنى مملكةً ضمت روسيا وبلاد ما وراء النهر والعراق والشام، وكما بهر الدنيا فقد فعل الأفاعيل وقتل وسفك دماء المسلمين، ليحتار المؤرخون في أمره إن كان مسلمًا أم ادَّعى الإسلام؛ إنه تيمورلنك.
مؤلف كتاب قاهر العالم تيمُورلنك
السيد فرج: كاتب مصري متخصص في مجال التاريخ.
له عدة مؤلفات أهمها: “جيشنا في فلسطين”، و”حروب محمد علي”، و”وهذه هي الحرب”.