عوامِل مُساعِدة
عوامِل مُساعِدة
توجد عديد من العوامِل التي تزيد من قابليّة الفرد للإدمان التكنولوجي، لكنّك في النهاية لست واقعًا تحت رحمتها، ولا تُجبركَ على هذا الإدمان بشكلٍ لا إراديّ، بل يُمكن تخطّي هذه العوامِل إذا أردت ذلك، وتنقسمُ عوامِلَ جسديّة، وعوامِل نفسيّة، وعوامِل بيئيّة، على سبيل المثال فإنّ الذكور أكثر ميلًا إلى إدمان الإنترنت وألعاب الفيديو، أمّا الإناث فهنّ أقرب إلى إدمان الهواتف الذكيّة، وكذلك وجود اضطرابات نفسيّة وعقليّة تُمكّن الفرد من أن يكون ضحيّة للإدمان التكنولوجي كالاكتئاب، والفصام، والاضطراب الثُّنائي القُطب، وأيضًا الشخصيّة الاندفاعيّة من الشخصيّات السهلة التأثّر بالإدمان التكنولوجي، وهذه الشخصيّة تتعامل مع التكنولوجيا كما لو أنّها نوع من الهيروين المُخدِّر، وكذلك يتأثّر بشكلٍ أكبر الأشخاص الذين يُعانون صورة ذاتيّة سلبيّة، وذلك لميلهِم الدائم إلى العزلة، وتعويض الأُنسِ الغائب بالتكنولوجيا،
وكذلك الأشخاص الذين يشعرون بالوحدة أكثر عرضة لذلك النوع من الإدمان، وللتنويه فهُناك فرقٌ بين البقاء وحيدًا والشعور بالوحدة، لأن عديدًا من الأشخاص تغمرهُم السعادة إذا اختلوا بأنفسهم، ولا يشعرون في خلوتهم بالوحدة المُراد ذِكرها التي تؤدي إلى الانعزال والحُزن، وإذا كُنت مُحاطًا بمُدمني التكنولوجيا فستكون سهل الانجرافِ إلى الإدمان بشكلٍ لا واعي، وهذا يُبدي أهميّة البيئة الاجتماعيّة الصحيّة، وكذلك يؤثر الانغلاق على الذات، وتقلّب المزاج، مع سهولة الوصول إلى الإنترنت في سرعة الوصول إلى مرحلة الإدمان، بالإضافة إلى أن عديدًا من الشخصيّات التي تميل بطبعها إلى الإدمان لتبنّيهم فكرة الاعتماد على العوامِل الخارجيّة لتهدئة النفس.
وبعد أن عرفنا العوامِل المُساعدة على الإدمان، يأتي السؤال الأهمّ، لماذا نُدمِن هذه الأشياء؟ يعود ذلك إلى عدّة أسباب، أولها الوفرة الزائدة للمعلومات، وزيادة تدفّق الدوبامين، وإمكان إخفاء الهويّة وراء الشاشات، وخشية فوات ما يُستحدثُ في العالم، والنيّات الحسنة في ظاهرها كتسهيل الأعمال، وتنظيم الأوراق، وحجز التذاكِر، التي تؤدّي -وأنت في طريقكَ إليها- إلى الإدمان، وأهمّ هذه الأسباب أيضًا تشجيع الصناعات التكنولوجيّة على هذا الإدمان، مع عدم وجود خطّة منك للسيطرة على هوس تحكّم التكنولوجيا في حياتك.
الفكرة من كتاب استرد حياتك من الإنترنت: الدليل الفعال للتغلب النهائي على إدمان التكنولوجيا، واسترجاع التركيز الكامل للذهن
لقد أصبحت الشاشات المُضيئة جُزءًا لا يتجزّأ من حياتنا، هذا الأمر الذي تعدّى المنفعة التي صُنعت من أجلِه، وأودت بالمفاخِر والإنجازات المعرفيّة والاجتماعيّة إلى مهبّ الريح، لقد خلّفت هذه الشاشات وراءها عديدًا من المُدمنين الذين لا يستطيعون الاستيقاظ إلّا وهواتفهم في أيديهم، وأصبحت -بشكلٍ غير واعٍ- مصدرًا رئيسًا للسعادة في حياة أغلب المُستخدمين، هذا الكِتاب دليلٌ علميّ مُعالِج لهذه الأزمة، ولكن قبل مُعالجتها يوضِّحُ -بواقعيّة- السبيل للإحاطة بكلّ جوانب المُشكلة، حتّى يُقرّب الطريق إلى السالكين، عن طريق معرفة العوامِل النفسية المؤدية إلى الإدمان، والإطلاع على الديتوكس التكنولوجي، الذي هو بمنزلة مُخلِّص للعقل من سموم الإنترنت.
مؤلف كتاب استرد حياتك من الإنترنت: الدليل الفعال للتغلب النهائي على إدمان التكنولوجيا، واسترجاع التركيز الكامل للذهن
ديمون زهاريادس: كاتب، ومُدوّن أمريكيّ، يُعدّ من الخُبراء في عالم إدارة الوقت والذّات، وزيادة الإنتاجيّة، ويُقدّم عديدًا من الاستشارات التطويريّة إلى عديد من الشركات العالميّة، لهُ من الكُتب:
فنّ التركيز والإنجاز.
صباحٌ استثنائيّ كلّ يوم.
الأثر المُذهل للعادات البسيطة.
معلومات عن المُترجم:
محمّد الصفتي: كاتب ومُترجِم مصريّ، تخرّج في كليّة الألسن تخصص اللغة الألمانيّة، ثم درس الترجمة الإنجليزيّة بالجامعة الأمريكيّة، لهُ من المؤلّفات:
رواية التطواني.
رواية ما فعلتهُ آسية.