عندما يمارس النرجسي الأدوار الاجتماعية المختلفة
عندما يمارس النرجسي الأدوار الاجتماعية المختلفة
عندما يكون الزوج نرجسيًّا يُسيطِر على شريك حياته، فلا بد أن يستأذنه قبل فعل أي شيء، ولا يحب أسرة شريكه وأصدقائه ويفرق بينهم، ويخون شريكه ويرسم له صورة مثالية يطالبه بتحقيقها، ويتعدى على خصوصيته ويستخدم أسلوب الحرمان ليبقى شريكه محتاجًا إليه باستمرار، ويُشعره دائمًا أنه غير كافٍ، ويعاقبه بالهجر أو الصمت، وقد يتغزل بأشخاص من الجنس الآخر ليقلل من ثقة شريكه بنفسه، ويسخر منه ويُهِينه، ويطالبه بالعمل دائمًا لخدمته، ويعوقه عن النجاح والاستقلال ويُشعره بالذنب إذا اهتم بنفسه، ويذكره بتفضله عليه بالعيش معه.
يمكن أن يكون الأب نرجسيًّا، والأب النرجسي دائم النقد لأولاده، ويُسيء إليهم من منطلق أنه ينصحهم، وأبناؤه بالنسبة إليه غير كافين ومخيبين لأمله، ويعتدي عليهم لفظيًّا وبدنيًّا ولا يعبأ بهم، ويتجاوز حدودهم الشخصية وخصوصياتهم، ويعاقبهم بقسوة ويفرق بينهم ويسخر منهم ومن إنجازاتهم، وينقل إليهم معتقداته الخاطئة، ويعامل والدتهم كخادمة وقد يضغط عليهم ليسخروا منها، ويَتفضّل عليهم بما يوفره لهم من طعام وشراب وملبس، ويحاول التحكم فيهم، وإذا خالفوا رغباته يصفهم بالعقوق، ويتلاعب بمشاعرهم، فينشأ لديهم استحقاق منخفض، وفي النهاية غالبًا ما يُصبحون نرجسيين مثله، أو ضعفاء يَرْضون الإهانة والإساءة ويجذبون شركاء نرجسيين، لتُعاد الكرَّة من جديد ما لم يتلقوا المساعدة النفسية.
الفكرة من كتاب دليل التعافي: كل ما تحتاج معرفته حول الشخصية النرجسية وإعادة بناء احترام الذات
في حين أن العلاقة مع شخص ما قد تزيدنا سعادة وحبًّا لأنفسنا وتهون علينا صعوبات الحياة، قد تجعلنا علاقة أخرى مرتبكين وقلقين ويملؤنا الشعور بالذنب، وتقلل من احترامنا لذواتنا، فنظل في حيرة بين البقاء والرحيل، ويتحول الحب إلى معاناة، عندها قد يكون الطرف الآخر في العلاقة نرجسيًّا، فما الشخصية النرجسية؟ ولماذا يتكرر الاختيار الخاطئ للأشخاص؟ وهل وقوع أحدهم ضحية لنرجسي محض مصادفة؟ هذا ما سنتعرف عليه.
مؤلف كتاب دليل التعافي: كل ما تحتاج معرفته حول الشخصية النرجسية وإعادة بناء احترام الذات
ميرنا المصري: كاتبة لبنانية، ومدربة حياتية، ومدربة في البرمجة اللغوية العصبية واختصاصية علاقات عاطفية، تخصصت في دراستها في الرياضيات، وحصلت على درجة الماجستير من الجامعة اللبنانية، ثم أكملت الدراسات العليا في الوكالة الجامعية الفرنكوفونية في بيروت وجامعة ليون في فرنسا لتضيف إلى شهاداتها درجتي ماجستير، ثم تحولت لدراسة التنمية البشرية وحصلت على إجازة اختصاصية علاقات، وتكتب مقالًا شهريًّا في العلاقات العاطفية في مجلة «noujoum» ولها كتاب آخر بعنوان «ounsa لا تنسى».