علاقة الولايات المتحدة الأمريكية بالحكومات العربية والإسلامية
علاقة الولايات المتحدة الأمريكية بالحكومات العربية والإسلامية
كثيرًا ما ساهمت الحكومات العربية في ضياع شعوبها، فبعض حكام العرب استُخدِموا كواجهة تُدار من خلفها المصالح الأمريكية، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية، التي استسلمت أمام سيطرة الغرب على الآبار البترولية، وتعاونت مع الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل بعد سقوط شاه إيران عام 1979م، بتمويل مبيعات الأسلحة الأمريكية عبر إسرائيل إلى عناصر الجيش الإيراني.
وعندما تخوفت الولايات المتحدة على مصالحها الشرق أوسطية من مناداة الرئيس جمال عبد الناصر إلى القومية المستقلة، وتأثيره الكبير في شعبه وفي المنطقة العربية كلها، قدمت إسرائيل للولايات المتحدة الأمريكية خدمة جليلة بالانتصار العسكري الإسرائيلي على مصر عام 1967م، ومن ثم تخلصت من ناصر ومن أي نهضة قومية عربية قد تأتي بعده، وعندما وافق الرئيس أنور السادات عام 1971م على السلام مع إسرائيل مقابل إنهاء الحروب مع الكيان الصهيوني، رفضت إسرائيل عرضه، ومنذ ذلك الوقت رفضت الولايات المتحدة وإسرائيل أي قرار دولي دبلوماسي معتمد على قرار 242، الذي أصدرته الأمم المتحدة بعد حرب 1967م، والذي ينص على سحب القوات المسلحة من الأراضي المحتلة من دون نزاع، وإنهاء جميع حالات الحرب، واحترام حق كل دولة في العيش بسلام.
ولقد كانت الولايات المتحدة الأمريكية السبب الأول وراء المعاناة العراقية، بسبب تقديمها أسلحة الدمار الشامل لصدام حسين ليستخدمها ضد شعبه، وحينما حاول العراق التخلص من ظلم واستبداد نظامه عام 1958م، سرعان ما أعادت الولايات المتحدة الأمور إلى صالحها من جديد وأخمدت جميع الثورات.
وفي عام 1958م، أخبر وزيرُ الداخلية جون فوستر دالاس || John Foster Dulles مجلسَ الأمن القومي أن الولايات المتحدة تواجه أزمات سياسية تتعلق بدول إسلامية كإندونيسيا وشمال إفريقيا والشرق الأوسط، ومن ثم اتخذت خطوات نحو إبادة تلك الشعوب، من خلال ذبح نحو نصف مليون إندونيسي، وغيرها من الفظائع التي لم تحترم فيها الولايات المتحدة أي قوانين دولية تنادي بالسلام.
الفكرة من كتاب أوهام الشرق الأوسط
لطالما كان الشرق الأوسط مطمعًا للقوى الخارجية لتحقيق مصالحها الاقتصادية والسياسية، ومع غياب أي رادع للاعتداء الغربي والصهيوني، ساهمت الحروب والتدخلات الخارجية في الشرق الأوسط في إفقاره وتهميشه، إذ توجد حرب واسعة تُشن ضده، من إنزال القوات العسكرية وحتى السيطرة الإعلامية وتزييف وعي الجماهير، وأينما تذهب عيناك في هذا الجزء من العالم ترى قمعًا وانتهاكًا لحقوق الإنسان، ومن ثم تصبح قضية سلام الشرق الأوسط تحمل تأويلات وأبعادًا عديدة.
وفي هذا الكتاب يوضح تشومسكي ما أحدثته الحكومات الأمريكية بالشعوب العربية من حروب وانقلابات، ويدعو الشعب الأمريكي إلى اتخاذ موقف تجاه تلك السياسات الظالمة، ويدعو العرب إلى تحسين تصوراتهم عما يحدث في المنطقة، وألا ينخدعوا بالصور الكاذبة والوعود الزائفة.
مؤلف كتاب أوهام الشرق الأوسط
نعوم تشومسكي: فيلسوف أمريكي، ومؤرخ وناقد وناشط سياسي، ولد في السابع من ديسمبر عام 1928م في فيلادلفيا، ويُعد من أبرز الفلاسفة والمثقفين في العصر الحديث، وأحد مؤسسي مجال العلوم المعرفية، وعلى الرغم من كونه أمريكي الجنسية، فهو أكبر ناقد للسياسات الأمريكية ولإسرائيل، وداعم للحقوق الفلسطينية. وألف أكثر من مئة كتاب، من أشهرها:
الهيمنة أم البقاء: السعي الأمريكي للسيطرة على العالم.
الدول الفاشلة: إساءة استخدام القوة والتعدي على الديمقراطية.
الربح فوق الشعب: الليبرالية الجديدة والنظام العولمي.