علاقة الإنسان بالآخرين

علاقة الإنسان بالآخرين
نظن جميعًا أن التواصل العقلي والوجداني مع الآخرين سيسهل عندما نكون أصحاب حق، أو نتحدث بالمنطق، ولكن الحقيقة أن التواصل بين البشر لا يعتمد فقط على الأفكار المنطقية، بل تتحكَّم المشاعر بجزء أكبر، فقد تحب أو تكره الشخص قبل أن تفكِّر في السبب المنطقي لهذا الشعور، وقد تنفر أو تقترب شعوريًّا من أحدهم قبل أن تتبيَّن لك حقيقته، لذلك إذا فكرت في أن تحتل قلوب الناس وأن تواجه الحياة معهم بنجاح سواء في العمل أو العلاقات فعليك بمعرفة ثغرات المشاعر وفهمها فهمًا صحيحًا وهو ما يسمَّى بالنضج الوجداني، وهو قائم على فهم الإنسان لمشاعره ولماذا يتصرف على هذا الأساس، عن طريق الوقوف على الشعور الحالي ومحاولة فهم الأسباب.

أما عند التواصل مع الآخرين فيجب أن تشعر بهم؛ بأن تضع نفسك مكانهم في أي موقف، فإذا شعرت به وفهمت ما يفكر به فأنت قريب منه ويمكن لكما أن تتخطَّيا أي شيء في التحاور والاتفاق، والنقطة الثانية هي الإنصات، إن كنت تريد أن يحتل حبك كيان شخص ما فعليك بالإنصات له، والتفاعل مع الإنصات يجعلك تسحره، وطرق التفاعل كثيرة كالإيماءات ولغة الجسد وحتى السؤال عن المزيد وطلب الاستفاضة، وسيشعر من أمامك بالاطمئنان لك وبأنه أفرغ كل ما عنده، وثالث خطوة للتواصل الفعال هي التعاطف والمشاركة الوجدانية، والتعاطف معناه أنني حزين لحزنك مثلًا، أما المشاركة الوجدانية فهي درجة أعلى وتعني الإحساس بنفس ما يشعر به الآخر، وهي أعلى درجة في التواصل الوجداني وكسر كل الحواجز.
وآخر خطوة هي الكياسة في الاحتياجات، وتعني درجة حساسيتك العالية تجاه احتياجات وتوقُّعات الآخرين وسعيك في تحقيقها دون أن تشعرهم بالمن، فهذه المساعدة من باب الحب وليست ذلًّا ينتج بسبب حاجته.
الفكرة من كتاب كيف تصبح عظيمًا؟
قبل سؤال كيف تصبح عظيمًا؟ الأهم هو ما معنى العظمة؟ هل تقتصر على أن تُحدِث تغييرًا كبيرًا في الحياة؟ هل الشعارات التي تناديك أن تترك أثرًا في الحياة قبل أن تتركها، شعارات تنفعك أم تضرك؟ وما ذنب من خلقهم الله بقدرات متواضعة؟ هل سيفقدون جانب التميز؟ فالرسول (صلى الله عليه وسلم) يقول: “ألا أخبركم بأهل الجنة؟ قالوا بلى، قال: كل ضعيف متضعِّف، لو أقسم على الله لأبرَّه”،
وهذا ليس تقليلًا من شأن المتميزين، ولكنه تعظيم من شأن الضعيف، والحقيقة أن أكثرنا من الضعفاء لله، وقليل منا أعطاهم الله مميزات لينفعوا بها البشر.
وهذا الكتاب يعطينا أضواءً بسيطة للطريقة التي نكسب بها الحياة، ويكون كلٌّ منا عظيمًا بما أعطاه الله من مميزات، فيتحدث عن طريقة مواجهة الحياة، وكيفية فهم الناس، وكيف نحصل على مفاتيح النجاح.
مؤلف كتاب كيف تصبح عظيمًا؟
عادل صادق عبدالله عامر، هو طبيب نفسي مصري ولد في التاسع من أكتوبر 1943، حصل على دكتوراه في الأمراض العصبية والنفسية، وحصل على زمالة الكلية الملكية بلندن، وزمالة الجمعية الأمريكية للطب النفسي، شغل منصب الأمين العام لاتحاد الأطباء النفسيين العرب، رأس تحرير مجلة الجديد في الطب النفسي، وكتب العديد من المقالات لصحيفة الأهرام.
وتوفي في 14 سبتمبر 2004، عن عمر يناهز الستين، بعد أن ترك لنا إرثًا من روائع كتاباته، فله أربعة كتب باللغة الإنجليزية، وثلاثين كتابًا باللغة العربية، منها: “العشق”، و”كيف تصبح عظيما؟”، و”الغيرة والخيانة”، و”متاعب الزواج”، و”كيف تنجح في الحياة؟”، و”الألم النفسي والألم العضوي”، و”الطلاق ليس حلًّا”، و”مباريات سيكولوجية”، و”أزواج وزوجات أمام الطبيب النفسي”.