عصر الحروب الجديدة
عصر الحروب الجديدة
يتطوَّر العالم يومًا بعد يوم، وما يصلح بالأمس ربما لا يصلح اليوم، والحروب أيضًا لم تكن بمعزل عن تلك التطورات، فالعالم اليوم وبعد حربين عالميتين يتجنَّب المواجهة المباشرة، نظرًا إلى ارتفاع تكلفتها سواء في التحضير لها أو معالجة تبعاتها بعد أن تضع الحرب أوزارها، ومن هنا بدأت في الظهور أجيال جديدة من الحروب الذكية تعتمد على القضاء على العدو دون إطلاق رصاصة واحدة، وقد تعدَّدت ما بين حروب باردة وحروب بالوكالة وحروب نفسية وإعلامية وحروب المناخ، وكذلك الحروب البيولوجية والحروب الرقمية.
وتأتي الحرب الاقتصادية على رأس تلك الحروب، فهي حرب تخضع لقواعد اشتباك خاصة بها تشبه قطع الدومينو، فما إن تسقط أول قطعة حتى تسقط القطع الأخرى تباعًا، وعادةً ما تتخذ من أسواق المال ميدانًا لها، عند ذلك تتعدَّد أسلحتها ما بين العملات والسندات والبورصات والمشتقَّات المالية المختلفة.
تلك الحروب الاقتصادية قد تستهدف شركات بعينها أو صناديق سيادية ذات تجمُّعات استثمارية ضخمة أو بنوكًا أو حتى دولًا بأكملها، ومع التشابك الكبير بين وحدات القطاع الاقتصادي المختلفة يصبح الخلل في أيٍّ منها بمثابة كرة من الثلج التي إن لم يتم إيقافها ستزداد ضخامة مع الوقت، لا سيما مع عولمة أسواق المال، التي قد تصبح منصة لإطلاق الصواريخ المالية العابرة للقارات عبر البورصات العالمية لقصف الأنظمة المالية للدول الأخرى عن طريق القروض والأوراق المالية المسمومة، كما حدث في الإعصار المالي الذي اجتاح العالم جراء الأزمة المالية العالمية في العام 2008، والتي انطلقت شرارتها بسبب قروض الرهن العقاري المسمومة في الولايات المتحدة الأمريكية.
الفكرة من كتاب حروب العملات.. افتعال الأزمة العالمية الجديدة
هي نوع آخر من الحروب، فبعد الحرب الباردة وحروب الشرق الأوسط تحوَّلت إلى صراع حقيقي بين الدول العظمى، صراع بلا دوي مدافع أو قصف طائرات، يحدث خلسة وخفية وعبر مكائد اقتصادية، ويفضي إلى كوارث مالية تعزز واقعًا جديدًا دون إطلاق رصاصة واحدة، من هنا تأتي أهمية هذا الكتاب الذي يطلعك على خفايا النظام المالي العالمي.
مؤلف كتاب حروب العملات.. افتعال الأزمة العالمية الجديدة
جايمس ريكاردز: محامٍ أمريكي، ومتحدث، ومعلق إعلامي، ومؤلف في الشؤون المالية والمعادن النفيسة، حصل على درجة الماجستير في الضرائب من كلية الحقوق بجامعة نيويورك، كما حصل أيضًا على الدكتوراه في القانون من كلية الحقوق بجامعة بنسلفانيا، عمل ريكاردز في وول ستريت لمدة 35 عامًا شغل فيها مناصب عدة منها: استشاري لأحد صناديق التحوط الكبرى، ومدير معلومات السوق في إحدى الشركات الاستشارية.
من مؤلفاته: موت المال: الانهيار الوشيك للنظام النقدي الدولي، والغلاف الجديد للذهب، والطريق إلى الخراب: الخطة السرية للنخب العالمية للأزمة المالية القادمة.