عرفات.. يوم الرحمة والمغفرة
عرفات.. يوم الرحمة والمغفرة
“لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لاَ شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ، إِنَّ الْحَمْدَ، وَالنِّعْمَةَ، لَكَ وَالْمُلْكَ، لاَ شَرِيكَ لَكَ”..
ها نحن على جبل عرفات، جبل الرحمة والمغفرة. الجميع يبكي بكاءً شديدًا، ولا تجد سرًّا لهذا البكاء سوى أن المشهد جليل في حضرة الله، حيث إن الجميع تعرى من كل شيء أمامه وبين يديه، الكل يذكر ذنوبه وتقصيره في حق الله، لا يملك لنفسه أي كلمات يبرر بها أو يدافع بها عن نفسه، حتى لا يستطيع النجوى فلا يجد كلمات؛ فيجهش بالبكاء لعل ما بداخله من نار تبردها دموعه الصادقة.
الجميع على جبل عرفات بنفس الملابس، الجميع يفتقرون إلى الله.. كل مظاهر الزينة والغنى تركوها وراءهم، لا تستطيع أن تفرق بين الغني والفقير، حتى إنك لا تستطيع أن تميز ما إذا كان الشخص عربيًّا أم غير عربي، إلا حين تقترب منه وتتحدث معه! والمشهد الخارجي واحد، لكن المشهد الداخلي يختلف من شخص للآخر ويتدرج بقدر استعداد القلب، كم خطوة خطاها القلب وليست كم خطوة خطتها الأقدام، فتجد أحدهم يبكي بكاءً صادقًا مستشعرًا حضرة الله عز وجل وعظمته، وقد يكون فقيرًا لا يملك من أمور الدنيا شيئًا، جاهلًا لا يعلم شيئًا من علوم الدنيا ولا يعرف الكثير عن الله ولا عن علوم الشريعة.
وتجد آخر مشغولًا بالزحام وضيق التنفس ولا يشعر بحضرة الله ولا جلاله ويطوف وسط البقية بلا مشاعر، وقد يكون عالمًا بعلوم الدنيا، وصدق رسول الله حين قال: “لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى”، أي بعدد خطوات القلب في الطريق إلى الله سبحانه.
الفكرة من كتاب الطريق إلى الكعبة
يناقش الكتاب عدة أفكار رئيسة، منها معنى الهجرة إلى الله، والمعنى الحقيقي لتوحيد الله، وكيف تكون عبادة كالحج في مضمونها إشارة إلى توحيد الله، واحتوائها على رمزيات كثيرة تعد الشخص للهجرة إلى الله، وترك كل شيء يجره إلى الأرض.
مؤلف كتاب الطريق إلى الكعبة
مصطفى محمود، طبيب وكاتب مصري، وُلِدَ في الـ27 ديسمبر (كانون أول) عام 1921، وتوفي في 31 أكتوبر (تشرين أول) عام 2009. درس الطب ولكنه تفرغ للكتابة والبحث.
ألّف العديد من الكتب التي تتراوح بين القصة والرواية الصغيرة إلى الكتب العلمية والفلسفية والاجتماعية والدينية.
من أهم مؤلفاته: “نار تحت الرماد – علم النفس القرآني – في الحب والحياة – على حافة الانتحار – السؤال الحائر”.