عبقريَّته تصل إلى أمريكا.. ولكن!
عبقريَّته تصل إلى أمريكا.. ولكن!
برغم نتائجه السيئة في القسم الأول من الامتحانات النهائية بالكلية، فقد فاجأ آلان الجميع بتركيزه الذي جعله يحقِّق نجاحًا كبيرًا في الجولة الثانية للامتحانات، حتى أنه لفت انتباه أساتذته الجامعيين وعلى رأسهم واحد من أشهر علماء الرياضيات والاقتصاديين في كامبردج آنذاك، وهو جون ماينارد كينز، الذي تعاطف مع آلان وسانده، كما أقنعه باختيار بحث لمناقشته حتى يُنتخَب زميلًا في الكلية، ولهذا اختار آلان موضوعه البحثي على محاضرة لعالم الرياضيات “ماكس إج. إم. نيومان”، والتي تُدعى “معضلة القرار لهلبرت”، إذ هدف آلان إلى تصميم آلة تستطيع فحص كل معضلة رياضية ثم تجزئتها وإيجاد إجابة لها وذلك بخوارزمية معينة.
في عام 1936 حدث ما غيَّر حياة آلان، إذ انتشرت الأخبار حول توصُّل عالم رياضيات ومنطق أمريكي يُدعى “ألونزو تشرتش” لحلِّ معضلة هلبرت التي كان يعمل عليها آلان أيضًا، ليقوم “ماكس نيومان” -وهو أحد أساتذة آلان- بالتواصل مع تشرتش وإقناعه بضم آلان لفريقه البحثي وقد وافق تشرتش، وبالفعل اتجه آلان تورنغ إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وقد حاز إعجاب تشرتش كونه قد توصَّل إلى ما توصَّل إليه تشرتش في حلِّ معضلة القرار هذه، حتى أن حلَّ المعضلة قد سُمِّي بـ”أطروحة تشرتش-تورنغ”.
يجدر بنا الإشارة إلى أن آلان تورنغ كان يعاني المثلية الجنسية، وذلك في الوقت الذي كانت تجرِّمها أوروبا خلاله، لكن آلان اندمج مع ذلك وانخرط في العمل البحثي، حيث نجح بالفعل في تصميم الآلة المفكرة، وبدأ بناءها معتمدًا على المكونات المادية الكهربائية-الميكانيكية التي تعمل باستخدام سلسلة الأرقام الثنائية (0 و1) Binary Numbers، لكنه عاد إلى كامبردج في 1939 لاستكمال بحثه كونه لم يشعر بالراحة في الأراضي الأمريكية.
الفكرة من كتاب آلان تورِنغ.. مأساة العبقري الذي غيَّر العالَم
كان عبقريًّا إلى الدرجة التي تجعله أذكى علماء التاريخ. رجلٌ واحد نجحت فكرته في تقليص مدة الحرب العالمية الثانية ولا نبالغ إذا قلنا في ترجيح كفتها لصالح قوات الحلفاء، هو من وضع حجر الأساس للحاسوب الذي نراه يتحكَّم الآن في كل شيء تقريبًا، لكنه عانى شيئًا ما لم يتخلَّص منه طوال حياته، حتى أصبح هذا الشيء سبب تعاسته وخسارته، ووفاته.. إنه العبقري آلان تورِيغ.
مؤلف كتاب آلان تورِنغ.. مأساة العبقري الذي غيَّر العالَم
جِم إليدرج: كاتب ومعلم بريطاني، ترك وظيفة التعليم وتفرَّغ تفرغًا كاملًا لمهنة الكتابة، ليؤلف تسعين كتابًا أغلبها تتعلَّق بالخيال التاريخي، كما يمتلك جِم رصيدًا من النصوص الإذاعية يُقدَّر بأكثر من مائتين وخمسين نصًّا تمَّ بثها من قبل الإذاعة البريطانية، ومن أشهر مؤلفاته:
The Trenches
Coming Home
Roman Invasion