عالم سعيد
عالم سعيد
لا قيمة للعمل الذي لا يساهم في إصلاح معيشة الناس وتحسين ظروفهم، ورؤية المؤسسات يجب أن تركز على سعادة العالم وتسعى إلى تحقيقها على أرض الواقع، فهذا لن يساهم في إسعاد من حولك فقط، ولكن سيشعر موظفيك بالسعادة والفخر لأنهم يعملون معك، واجعلهم يشاركون كذلك في إسعاد العالم معك، فبدلًا من منحهم مكافآت وهدايا في أعياد الميلاد يمكن جمع تلك الهدايا وتوجيهها تبرعًا لدار أيتام وشراء متطلبات الأيتام فيه، هكذا يشعرون بتأثيرهم في المجتمع، وليس بالمال فقط تساعد العالم، يمكن أن تساعده كذلك من خلال الوقت أو المهارة أو العاطفة، كل هذا يجعل العالم أفضل وأكثر سعادة.
القيادة السعيدة تسعى إلى الاستدامة وإعادة التدوير وترشيد الاستهلاك وتقليل استنزاف العالم، وبدلًا من الاقتصاد الذي يرتكز على الربح، يكون التركيز على الخير وتقليل استنزاف البيئة، كما أن الشركات السعيدة تجعل مورديها والبائعين والشركاء أكثر سعادة، فهم يقللون من الضغط عليهم لأنهم جزء من المؤسسة ويساهمون في تحقيق أهدافها، كما أنهم جزء من العالم الذي تسعى المؤسسة إلى خدمته ومساعدته، كذلك تساهم الشركات السعيدة في سعادة نقابات العمال الذين يعملون لديهم ويقيمون علاقات طيبة معهم، ويركزون على سعادة المستثمرين، فهم جزء من المؤسسة وأساس المال في الشركة، ولكن لا يكون ذلك على حساب الموظف، فهو أول أولويات المؤسسة، فالموظف السعيد هو سبب زيادة الإنتاج وارتفاع الأرباح ومن ثم سعادة أصحاب الأسهم.
تلتزم القيادة السعيدة بقيمها ومبادئها في الأيام الصعبة كما في الأيام العادية على السواء، فتهتم بسعادة الموظف والعالم من حولها وقت الرخاء والشدة، وهذا يجعل الموظفين والمنتفعين من تلك المؤسسات أكثر وفاءً لها ويبذلون أقصى جهد لخدمتها، والقيادة السعيدة لا يكون أول همها في الأزمات هو تسريح الموظفين، فهذا فعل الحمقى، لكنها تبحث عن الحلول الأفضل، وكما تساعد موظفيها وتسعدهم في أوقات الرخاء، تفعل ذلك وقت الأزمات.
الفكرة من كتاب القيادة بالسعادة: كيف اتفق أنجح القادة أن السعادة هي الأولوية لتحقيق إنجازات هائلة في العمل وخلق عالم أفضل
في عالم الشركات الحديث يركز المسؤولون والقادة على الأرباح وزيادة الإنتاج وتقليل التكاليف، ذلك أول أولوياتهم، لذا ربما يلجأ المسؤولون إلى طرد الموظفين لرفع قيمة الأسهم، أو يؤذون الناس ويلوثون البيئة من أجل التوفير، ويخدعون المستهلك ليشتري، ويستغلون الموظفين ويدفعون لهم أقل قدر من المال، وليس لديهم أي اهتمام بمساعدة الآخرين وسعادة الموظفين والعالم من حولهم، وبسبب هذا الاهتمام المبالغ فيه بالربحية يتعرقل أداء الشركات ويتشوّه، وفي النهاية يكون سببًا لطرد المسؤول أو إحالته إلى القضاء.
يقدم إلينا هذا الكتاب نموذجًا جديدًا للقيادة، وهي تلك التي ترتكز على السعادة، قيادة يهمها فعل الخير وسعادة الآخرين ومساعدتهم، وترتكز على سعادة القادة أنفسهم ثم الموظفين والمستهلكين والعالم من حولهم.
مؤلف كتاب القيادة بالسعادة: كيف اتفق أنجح القادة أن السعادة هي الأولوية لتحقيق إنجازات هائلة في العمل وخلق عالم أفضل
ألكسندر كيرولف: أحد الرواد والخبراء العالميين للسعادة في العمل، كما أنه متحدث ومستشار ومؤلف، ويقدم ورشًا في السعادة في العمل، سواء في الشركات أم المؤتمرات في خمسين دولة حول العالم، ومن رواده أشهر الشركات، مثل: مايكروسوفت، وإتش بي، وآي بي إم، حصل على درجة الماجستير في علوم الكمبيوتر، وهو أحد مؤسسي شركة دنماركية لتكنولوجيا المعلومات، من مؤلفاته:
Happy Hour Is 9 To 5: How to Love your Job, Love your Life, and Kick Butt at Work.
معلومات عن المترجمة:
ملك اليمامة القاري: كاتبة ومترجمة، تخرجت في كلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية، من مؤلفاتها:
تاء التأنيث الساخنة.
وقد ترجمت عدة كتب من أهمها:
انشر فنك.
كيف ينصت الكاتب.