شخصيات السلوك النمطي “أ”

شخصيات السلوك النمطي “أ”
وجد باحثا وطبيبا القلب “ماير فريدمان” و”راي روزمان” أن عنصر العدائية الذي يتميز به أصحاب الشخصية الميالة إلى الإجهاد من نوع “أ” هو المسبب الرئيس لخطر الإصابة بالذبحة الصدرية، وفضلًا عن كون الفرد من هذه الفئة يعرض صحته للخطر، يُحتمل أيضًا أن يكون شخصًا صعبًا لزملائه في بيئة العمل، فمثلًا من أهم الصفات التي تميز هذه الفئة التفاني في العمل، والشعور بالذنب عندما لا يعملون أو عندما يسترخون، لذلك ستجدهم تنافسيين جدًّا مع أنفسهم ومع الآخرين.

ستجد لدى هؤلاء الأشخاص شعورًا مستمرًّا بالعجلة في الوقت، وغالبًا ما ستجدهم يحاولون فعل شيئين أو أكثر في الوقت نفسه، ويُعرف هذا باسم “النشاط المتعدد”.
وفي محاولة لإيجاد الدافع وراء سلوكيات الأشخاص الميالين إلى الإجهاد من الفئة “أ”، وجد الباحثون أن السبب المحتمل لظاهرة السلوك النمطي “أ” هو استجابة لتحدٍّ ما في البيئة، إذ تميل تلك الشخصيات إلى التكيف النشط في المواقف المهددة، وتبقى متحفزة في النواحي الفسيولوجية.
وتتجلى عواقب التعامل مع شخصيات السلوك النمطي “أ” في مكان العمل في ميلهم نحو المنافسة ورفض الهزيمة، مما يؤدي إلى نفور زملائهم في العمل منهم، فهم يعتقدون أنهم دائمًا يمتلكون الحلول المثلى للمشكلات، ولا يتوقع منهم الحصول على دعم لزملائهم في العمل، وبدلًا من ذلك يفضلون أن يتولوا العمل بمفردهم بدلًا من إهدار الوقت في تدريب الآخرين، خصوصًا إذا كانوا يشغلون منصبًا إداريًّا.
الفكرة من كتاب فن التعاطي مع الشخصيات الصعبة
تلعب جودة العلاقات الإنسانية دورًا حيويًّا في تحديد صحتنا ورفاهيتنا، ويمكن أن يتيح مكان العمل فرصًا لتطوير شبكات الدعم الاجتماعي التي تحمينا من الضغوطات الناجمة عن الحياة الحديثة.
ويُقال إن زملاء العمل يُمَثِّلُونَ عائلة بديلة لنا، وقليلون هم الأفراد القادرون على العملِ والازدهارِ بنجاحٍ في العزلة الاجتماعية، ورغم ذلك، فإن هناك بعض الأشخاص في مكان العمل قد نفضل أنْ نَعيش من دونِهم، لأننا نجدُ صعوبةً شديدةً في العيش والعمل معهم.
إن فن التعامل مع الناس يعد مهارة تتقنها القلة، وذلك بسبب اختلاف نفسيات البشر، لذا يقدم هذا الكتاب نموذجًا للتعامل مع فئة محددة من الأشخاص، وهم الأشخاص ذوو الشخصيات الصعبة أو العسيرة.
مؤلف كتاب فن التعاطي مع الشخصيات الصعبة
كاري إل.كوبر: مؤلف ومحرر لعدد كبير من الكُتب، وُلد في الولايات المتحدة، وهو أستاذ متميز في علم النفس التنظيمي والصحة في كلية الإدارة جامعة لانكستر، وهو الرئيس المؤسس لأكاديمية إدارة بريطانيا، وأحد الأعضاء القلائل في المملكة المتحدة في أكاديمية إدارة (أمريكا)، ورئيس سابق للجمعية البريطانية للإرشاد والعلاج النفسي، ورئيس لمنظمة “RELATE”، ورئيس أكاديمية العلوم الاجتماعية، وفي عام 2014 حصل على لقب فارس لمساهمته في العلوم الاجتماعية.
فاليري ساذرلاند: شاركت مع كاري كوبر في تأليف عدد من الكتب، أبرزها:
Organizational Stress Management: A Strategic Approach