سمات الإنسان الجديد
سمات الإنسان الجديد
يطلق علماء النفس على هذه الصفات صحة نفسية متزنة، بينما يسميها علماء الشريعة نفسًا مطمئنة، تمتلئ بالسكون الداخلي، ومن أهم صفات الإنسان المتزن نفسيًّا، قدرته على النهوض مرة تلو مرة حتى لو أصابه الفشل فهو لا يدمر نفسه بيديه، ومقدرته على إقامة وإدارة علاقات اجتماعية قوية، تقل فيها الصراعات والمشاحنات، وقدرته على التعامل مع تحديات الحياة، فيتكيف مع الظروف بالصبر عليها إن كانت ابتلاءات، وبحمد الله الكثير على النعم التي منحه الله إياها، ومن سمات الإنسان الجديد أيضًا، قدرته على التخلص من اليأس، وامتلاء قلبه بالأمل والرجاء في الله سبحانه وتعالى، ويتحقق ذلك عن طريق عدم الملل من التوبة، فكلما أذنب العبد ذنبًا أتبعه بحسنة أو توبة فيغفر الله تعالى له، كما يجب أن يكون من صفات الإنسان الجديد عدم النظر إلى ما في أيدي الآخرين، وقد قال الله تعالى: ﴿وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَىٰ مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ ۚ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ﴾.
هناك عدة صفات إن ظهرت عليك، دل ذلك أنك ما زلت تتحلى بملامح الإنسان القديم، ولا بد أن تسعى لتغييرها، ومن هذه الملامح سوء السريرة، فتجد نفسك ترى الناس بطبع نفسك، مثل: الجارة التي كانت تشتكي لزوجها اتساخ ثياب جارتهم دائمًا، ولكن كانت المشكلة في زجاج نافذتها لأنه لم يكن نظيفًا، ويقول المتنبي : إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه، ومن هذه الملامح أيضًا تعميم التجربة السيئة، فهناك من يمر بتجربة سيئة في الماضي ويعممها على كل التجارب المشابهة لها، وللتخلص من روح الإنسان القديم يجب عليك أولًا الابتعاد عن سوء الظن، فهو لا يأتي إلا بالهم، وفساد الروح، وتعكير صفوها، ويجب علينا عدم الحكم على بواطن البشر، وقد كان رسول الله (ﷺ) حريصًا على حماية أصحابه من الوساوس، ولو حدث أي موقف يحتمل أن يُساء الظن فيه يسارع إلى توضيحه. واحرص على أن تراقب نفسك، ولو وجدت إحدى خصال الإنسان القديم مازلت بك، أسرع وقم بتغييرها، وعند كل خطوة نجاح كافئ نفسك وقلبك بأحب الأشياء لك لأنك تركت ما يكرهه الله.
الفكرة من كتاب إنسان جديد
تخطر العديد من الأفكار السلبية يوميًّا على أذهاننا، تسبِّب تراكم العديد من المعتقدات الخاطئة خلفها، وتجعلنا نعيش بتعاسة، تاركة أثرًا عميقًا فينا لا يُمحى، وغرض هذا الكتاب هو الوقوف على تلك الأحوال السلبية السيئة، ودفعنا للبحث عن حال الإنسان الجديد الذي أمرنا الله ورسوله أن نقتدي به، وهذا الكتاب سيكون عونًا لك يساعدك على تجاوز صعوبات الحياة، ومعرفة كيف تنفض اليأس من حياتك، وتُنقي أفكارك، لتصبح إنسانًا جديدًا ونسخة أفضل من ذاتك الحالية، يملؤها الإيمان والخير والمحبة والتفاؤل والثقة بالله، وكونوا على يقين بأن حياتكم ستتغير بعد قراءة ما تطويه هذه الصفحات.
مؤلف كتاب إنسان جديد
مصطفى حسني: داعية مصري وُلد في 28 أغسطس عام 1978، حصل على بكالوريوس تجارة في جامعة عين شمس عام 2000، كما حصل على شهادة معهد إعداد الدعاة التابعة لوزارة الأوقاف، ويعمل حاليًّا معدًّا ومقدم برامج على قناة اقرأ، وقناة أون إي، وقناة النهار، وقدم العديد من البرامج الدينية ومن أشهرها: (خدعوك فقالوا، وعُمّار الأرض، وأهل الجنة)، كما يعمل مدرسًا لمادة بناء الشخصية، وعضوًا في العديد من الجمعيات الخيرية.
من أبرز أعماله:
خـدعـوكَ فقـالـوا.
مدرسـة الحـب.
الكنز المفقود.
كـلام ربي.