رحلة مع المرض والأطباء
رحلة مع المرض والأطباء
ذهبت ميلودي إلى العديد من الأطباء في أثناء حياتها، فالجميع حاول تشخيص حالتها، لكن لا أحد استطاع علاجها، إلى أن أصبحت تتجاهلهم، وتتصرف كالمتخلفين معهم، حيث كانت ترى أنهم يتعاملون معها كأنها واحدة منهم، فكانت تتظاهر بصعوبة أسئلتهم، وعدم قدرتها على فهمها، وعندما بلغت سن الخامسة، أخذتها والدتها إلى طبيب ليقيس درجة ذكائها، فأخرج العديد من القطع الخشبية، وطلب منها إعادة ترتيبها من خلال حجمها، على الرغم من علمه بأنها لا تستطيع إمساكها، فكانت ردة فعلها استعمال ذراعيها لرمي كل القطع على الأرض، وحاول الطبيب عدة مرات إلى أن يئس في النهاية، وتحدث عنها لوالدتها بسوء وكأنها لا تسمع، ولم يحاول التلطف في تشخيص حالتها، وصرَّح بكل قسوة بأنها مُصابة بتلف الدماغ، وأن إعاقتها حادة.
شاهدت ميلودي كثيرًا ماراثونات لجمع التبرعات لذوي الاحتياجات الخاصة لإدراك ما مدى سوء كلام الطبيب، وقد حاولت والدتها بكل جهدها نفي كلامه من خلال تبريرها بأن طفلتها ذكية، لكن الطبيب نفى كلامها أيضًا، وما كانت ردة فعل والدتها إلا البكاء، وقد حاول الطبيب التخفيف من حدة الموقف، من خلال عرض خيارات محدودة على الأم لكيفية التعامل مع هذا المرض، سواء من خلال إبقاء ميلودي في المنزل، أو إرسالها إلى مدرسة خاصة للمتأخرين في النمو.
ولم تستسلم والدة ميلودي، ولم تمهل الطبيب الفرصة لتكملة كلامه، بل أطلقت في وجهه وابلًا من عبارات الإهانة، والطبيب كان ذكيًّا بما فيه الكفاية لعدم الرد، وانطلقت الأم آخذة ميلودي إلى مدرسة شارع سبولدينج الابتدائية؛ مدرسة مليئة بالأطفال العاديين، يطاردون بعضهم بعضًا في الملعب، ومن ثم التحقت بهذه المدرسة.
الفكرة من كتاب إرادتي هزمت إعاقتي
أصبح الإنسان في ظل ظروف الحياة المادية يلهث وراء مصالحه، ليزيد من دخله المادي بأي شكل، ويحقق أهدافه، ويحظى بأكبر قدر من الرفاهية، إلى أن يصبح بعد ذلك كل ما يمتلكه في نطاق العادي، من ضمن ذلك عافيته وصحته، فلا يشعر بهذه النعمة إلا بعد سلبها منه، أو قد يمتلك البعض أحيانًا نعمة الصحة، ولكنه يتكاسل عن تحقيق أهدافه.
فتأتي هذه القصة توضح معاناة فتاة فقدت عافيتها بالكامل، وعلى الرغم من ذلك ما زالت تقاوم، وتحاول التأقلم مع من حولها.
مؤلف كتاب إرادتي هزمت إعاقتي
شارون م. دراير : معلمة محترفة، وكاتبة بارعة، تعيش في سينسيناتي بولاية أوهايو، فازت خمس مرات بجائزة كوريتا سكوت كينغ الأدبية، ولديها العديد من المؤلفات منها:
Blended
COPPER SUN
Tears Of a Tiger
المترجم تيسير نظمي: ولد في فلسطين، وعاش في الكويت، وأصدر عدة كتب في مجال القصة القصيرة، وعمل مترجمًا ورئيسًا للقسم الثقافي في عدد من الصحف الكويتية، وترجم أيضًا كتاب “الانتحاريون: دراسة نفسية حول فهم الإرهاب الانتحاري”.