رحلة الكتب

رحلة الكتب
نحن الآن نمسك بالكتب بكل بساطة، ولكننا لا نتصوَّر مبلغ ما قد بُذِل فيها من الوقت والجهد حتى وصلت إلى شكلها الحالي بين أيدينا، فهي تمرُّ بالعديد من المراحل، منها: “التأليف”، وهذا من أمتع المراحل فإن كانت قراءة الكتاب بحد ذاتها متعة، فتخيَّل كيف ستكون المتعة الموجودة في تأليف الكتب، ويختلف التأليف ما بين تأليف علمي، وأدبي، ومدرسي، أو كتب تناسب الجميع، ويأتي بعد التأليف مرحلة “شكل الكتاب وأجزائه”، وإذا نظرنا في الكتب حاليًّا ستجد أنها تتبع نفس النظم الذي قد يختلف في الترتيب، فتكون هناك صفحة الغلاف يُكتب فيها اسم المؤلف ودار النشر، أما رقم وسنة الطبعة وعدد النسخ المطبوعة تكون في صفحة الداخلية، ولا تنسَ الشكر والإهداء والفهارس التي قد توجد في بداية الكتاب أو في نهايته.

وقبل انتشار الكتب بشكلها الحالي كانت صناعة الكتب تواجه العديد من المشكلات من صعوبة توفير الأوراق والحبر والخطَّاطين، وحينما اخترع “يوهان جوتنبرج” المطبعة انقلب تاريخ العالم رأسًا على عقب، وتطوَّرت صناعة الكتب بشكل سريع وأحدثت ثورة في التاريخ الاقتصادي، ويأتي بعد مرحلة تحديد شكل الغلاف وأجزائه، “الناشر وحرية دار النشر”، فمهمَّة الناشر الأولى هي اختيار الكتاب الصالح للنشر مع إدخال في حسابه عامل الربح المادي، ذلك أن أغلب الناشرين يحسُّون أن واجبهم نحو المجتمع ليس مجرد البيع والشراء، بل هو هدف أسمى من ذلك، فهم يعملون على رفع مستوى الشعب ثقافيًّا، لذا قد يُقدم الناشر على نشر كتاب يؤمن بفائدته الثقافية، وهو مدرك بأنه سيخسر فيه ماديًّا، كما أن نشر الكتب يتضمَّن ثلاث مراحل، ألا وهي: الاختيار ثم الطباعة ثم التوزيع.
وهناك الكثير من الجهود المبذولة في سبيل نشر الكتب والقراءة، والدليل على ذلك المكتبات العريقة، مثل: “مكتبة الكونجرس” التي تأسَّست في أول الأمر عام 1800، وحاليًّا هي واحدة من أكبر المكتبات في العالم، تحتوي ملايين الكتب بأكثر من مائة لغة، منها المطبوع بطرق مختلفة، ومنها ما هو نادر للغاية، وفي مصر هناك “مكتبة الأزهر الشريف العريقة” الموجودة منذ ألف عام أو أكثر، وتم إنشاؤها في العصر الفاطمي، وهي تعدُّ واحدة من أعظم المكتبات الإسلامية في العالم، وأقدم المكتبات في العالم الإسلامي كانت “مكتبة أبي عمرو بن العلاء”، وللأسف فقد احترقت في أواخر حكم الأمويين.
الفكرة من كتاب العالم بين دفَّتي كتاب.. دراسات في فن القراءة
هل تقرأ؟ وإن كانت إجابتك بنعم، فهل تقتصر قراءتك على قراءة الصحف اليومية؟ أحب أن أخبرك أن هذه ليست القراءة التي أقصدها، بل المقصود هنا هو قراءة الكتب، وإن كنت تقرأ الكتب، فماذا تقرأ؟ ولماذا تقرأ؟ وكيف تقرأ؟ وكيف تختار كتابًا لتقرأه؟ جميع هذه الأسئلة الكثيرة تدور في خلد العديد من الناس، ولا يقتصر الأمر على القراء فقط، بل حتى غير القرَّاء الذين يرغبون في البدء في القراءة، ولكنهم لا يعرفون السبيل إلى ذلك.
ولذا جاء هذا الكتاب ليقدِّم لنا دليلًا عن كيف تنمِّي مهارة القراءة لديك، وتجعلها قراءة مثمرة، كما تحدَّث عن تاريخ الكتب والقراءة والمكتبات في العالم، وهذا الكتاب هو جهد من جهود التشجيع والحثِّ على القراءة، ونبراسًا يعينك على التغلُّب على مشاقِّها، ويضاعف متعتها والفائدة المكتسبة منها، وقد كان هذا الكتاب نتاج مؤتمر تعاون نحو سبعين معنيًّا بالأمر في كتابته، وقامت الدكتورة “سهير القلماوي” بترجمته، وأضافت إليه الكثير ليناسب القرَّاء في الوطن العربي.
مؤلف كتاب العالم بين دفَّتي كتاب.. دراسات في فن القراءة
سهير القلماوي : روائية وكاتبة ومترجمة وناقده أدبية وسياسية بارزة مصرية، كانت من أوائل السيدات اللائي ارتدن جامعة القاهرة، وفي عام (1941) أصبحت أول امرأة مصرية تحصل على الماجستير والدكتوراه في الآداب لأعمالها في الأدب العربي، وبعد تخرُّجها، عيَّنتها الجامعة كأول مُحاضِرة تشغل هذا المنصب، وكانت أيضًا من أوائل السيدات اللائي شغلن منصب الرؤساء؛ من ضمن ذلك رئيسة قسم اللغة العربية في جامعة القاهرة، ورئيسة رابطة خريجات جامعة المرأة العربية، كما نالت العديد من الجوائز مثل: جائزة مجمع اللغة العربية، وجائزة الدولة التقديرية، والدكتوراه الفخرية من الجامعة الأمريكية.
أصدرت العديد من المؤلفات والترجمات، ومن أبرز مؤلفاتها: “أحاديث جدتي”، و”ألف ليلة وليلة”، و”الشياطين تلهو”، و”ثم غربت الشمس”، و”ذكرى طه حسين”، أما عن ترجماتها فمن أبرزها: “ترويض الشرسة”، و”قصص صينية” لبيرل بك، و”هدية من البحر”، و”رسالة أيون” لأفلاطون.