دور الحكومات في تعزيز العمل الريادي
دور الحكومات في تعزيز العمل الريادي
تفشل أغلب السياسات التي تنتهجها الحكومات لتشجيع ريادة الأعمال، وذلك لأنها لم تستطع أن تميز بين الشركات الصغيرة والشركات الريادية، فلا يؤدي تشجيعها إلا إلى زيادة عدد الشركات الصغيرة والمتوسطة على حساب الرائدة، فالمنح والإعانات تجعل العمل الحر يبدو مغريًا، ولكن ما يشجع العمل الحر ليس بالضرورة أن يشجع ريادة الأعمال، كما أن دعم البحث العلمي ليس بالضرورة تشجيعًا لريادة الأعمال، فالبحث العلمي قد يوفر لك المواد أو المنتجات، لكنه لا يوفر لك إطارًا يجمع تلك المواد في صورة جذابة للمستهلك وملبية لاحتياجاته، وهو أمر يتطلب مهارات ريادية، فمن دون إشراك الرواد في عملية البحث لن تساهم عملية الإنفاق على الأبحاث بأية فائدة.
كما يرجع فشل سياسات الدعم أيضًا إلى اختلاف الحوافز التي تحرك كل طرف، فالرواد يسعون إلى التركيز على القيمة المضافة البعيدة المدى، وهو ما يستغرق وقتًا طويلًا لصناعتها وتطويرها في صورة منتجات وعمليات قد تستغرق سنوات بل عقودًا، أما السياسيون فيسعون دائمًا من خلال دعمهم للأعمال الريادية إلى تحقيق نجاحات سريعة، وبسبب هذا التباين لا يحقق الرواد مكاسب فعلية، ويتجه السياسيون إلى دعم الشركات الناشئة السريعة النمو مقابل حصولهم على أرباح وعائدات وقتية.
وتمثل الحوافز والإعانات والإعفاءات الضريبية تكاليف غير ذات فائدة للشركات،كما أن نقل تجارب البلدان الأخرى ليس من الضروري أن يكون ناجحًا، فظروف كل دولة وطبيعتها تختلف عن الأخرى؛ يكفي الحكومة أن تركز على توفير البيئة المناسبة لتشجيع المبتكرين على تطوير طرائقهم الخاصة عن طريق توفير أسواق مرنة تسمح بتغيير الوظائف بسهولة وتساعد الرواد على اقتناص الموهوبين، كما عليها أن توفر سيادة للقانون وبيئة آمنة سياسيًّا واقتصاديًّا.
الفكرة من كتاب مدخل إلى ريادة الأعمال
كثيرًا ما نسمع مصطلح ريادة الأعمال والشركات الريادية، ولكننا لا نعرف حقًّا ما هي ريادة الأعمال تلك وما دورها وما فوائدها لنا -نحن الأفراد- أو لمجتمعاتنا ككل، وفي هذا الكتاب يساعد الكاتب في توضيح غموض هذا المصطلح مما يرقي وعينا بريادة الأعمال ويزيد من حرصنا على دعمها وتوفير البيئة المثالية التي تساعد على انتشارها.
مؤلف كتاب مدخل إلى ريادة الأعمال
إيمون باتلر: كاتب واقتصادي ومدير لمعهد آدم سميث، حصل على درجات جامعية في كل من علم النفس والفلسفة والاقتصاد من جامعة سانت أندروز، ودرّس الفلسفة في كلية هيلزديل كوليدج بميشيجان قبل أن يعود إلى المملكة المتحدة للمساعدة في إنشاء معهد آدم سميث في أواخر السبعينيات من القرن العشرين.
تولى منصب رئيس تحرير مجلة “بريتيش إنشورانس بروكر”، كما ألف كتبًا عن اقتصاديين آخرين كالاقتصاديين ميلتون فريدمان وآدم سميث، كما كتب مقدمات عن مفكرين مثل لودفيدج فون ميزس وميلتون فريدمان، وله عديد من الإسهامات في الإعلام المقروء والمرئي والمسموع.
من أهم مؤلفاته:
آدم سميث: مقدمة موجزة.
مدخل إلى الديموقراطية.
المدرسة النمساوية في الاقتصاد.
معلومات عن المترجم:
محمد مطيع: خبير ومحلل اقتصادي مهتم بالفلسفة والسياسة، ويكتب مقالات في الاقتصاد والسياسة ومن أهم ترجماته:
مدخل إلى الديموقراطية.
مدخل إلى اللا مساواة الاقتصادية.
الفقر والحرية نماذج حول العالم.