دلالة الكلمة
دلالة الكلمة
المرحلة الثانية بعد جمع الآثار الواردة، هي إدراك المعنى اللغوي للكلمات الواردة في الآية، فإن عدم فهم دلالة الكلمة يؤدي إلى الخطأ في فهم القُرآن، فمثلًا الكثيرون لا يعرفون الفرق بين “الوعد” و”الوعيد”، وبهذا فقد يبنون أحكامًا خاطئة بسبب خلل الفهم.
والناظر في كلمات القُرآن يجدها على ثلاث مراتب؛ المرتبة الأولى هي الكلمات العامة واضحة الدلالة والمعنى، مثل: الناس، الشمس، النور، الفقير، والمرتبة الثانية: كلمات واضحة المعنى الظاهر، لكن لها معانيها الخاصة وفقًا للسياق، مثل: شددنا أسرهم، التغابن، أحقابًا، أما المرتبة الثالثة: فهي كلمات غامضة لكثير من الناس، مثل: مُقمحون، زرابي، أبًّا.
ولهذا فإن المُريد فهم كلمات القُرآن فهمًا تامًّا، يعود إلى ثلاثة مراجع، وهي: كتاب في التفسير المأثور (مثل كتاب ابن جرير الطبري)، وتفسير لغوي بلاغي (مثل التحرير والتنوير)، وكتاب في اللغة (مثل الصحاح للجوهري)، ويبدأ في النظر إلى هذه الأنواع الثلاثة من المراجع لتتكوَّن الصورة الكاملة لمعنى الكلمة، ومثال ذلك كلمة “أجاءها” في قوله تعالى: ﴿فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَخْلَةِ﴾، فالمُتأمِّل في كلمة “أجاءها” يلاحظ أنها ليست “جاء” وليست “ألجأ”، فهي كلمة جامعة بينهما، فالمُراد أن المخاض لما جاءها ألجأها إلى جذع النخلة! وفي هذا عِظم إدراك ألفاظ القُرآن.
الفكرة من كتاب المراحل الثمان لطالب فهم القُرآن
يحتار الكثيرون في المنهجيَّة المُناسبة لفهم القُرآن فهمًا دقيقًا تُتذوَّق فيه المعاني البلاغية للقُرآن الكريم، ولا يفهم طبيعة الكُتب المُتعلقة بعلوم القُرآن وتساعد على فهمه، ففي كتابنا يُقدِّم لنا الكاتب عدة مراحل تساعد مُريد فهم القرآن على فهمه، ومعرفة المنهجيَّة المناسبة للإلمام بمعاني القُرآن.
مؤلف كتاب المراحل الثمان لطالب فهم القُرآن
عصام العويد: سعودي الجنسية وُلد عام 1971 ميلاديًّا في محافظة القصيم، نشأ في صغره على طلب العلم والأخذ عن الشيوخ الكِبار، حصل على الماجستير في الحديث وعلومه من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وقد شغل عدة مناصب دعوية مختلفة، فعمل عضو هيئة تدريس بجامعة الإمام في الرياض، ومستشارًا شرعيًّا في موقع “أون لاين”، وعددًا من المناصب الأُخرى، وله عدد من الإصدارات المسموعة والمؤلفات المكتوبة، منها: “تحريك الجنان لتدبُّر وتوقير أم القرآن”، و”أسوار العفاف”.