خُلق الأنبياء
خُلق الأنبياء
يقول الله تعالى: ﴿فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ﴾، يخبر الله تعالى نبيه الكريم أنه لو كان خشنًا لما سمعه الناس رغم نُبوَّته، وأن سماحته ولينه كانت برحمة من الله سبحانه، ثم يخبره أيضًا أن يعفو عن المؤمنين فيما فرَّطوا من حق، ثم يستغفر لهم زيادة في الرحمة بهم، ثم يشاورهم وذلك من تمام الود والقرب والتقدير، ومن ذلك نعلم مكانة اللين والرحمة في ديننا، ونعلم أيضًا أن الداعي إلى الله لا بد أن يكون رحيمًا، إذ إن أخلاقه الحسنة تحبِّب إلى الناس ما يدعو إليه، بينما إن كان خشنًا سيئ الخلق قاسي القلب لنفروا مما يدعو إليه، وإن كان الحق!
وفي قصة يوسف (عليه السلام) نموذج مثالي في الإحسان والعفو والتلطُّف، بدايةً من عفوه عن إخوته لما قال ﴿لا تثريب عليكم اليوم﴾، ثم هو على ما كان له من تمكين وسلطان يخاطب أبويه وإخوته فيقول ﴿وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُم مِّنَ الْبَدْوِ مِن بَعْدِ أَن نَّزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي ۚ إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِّمَا يَشَاءُ﴾، وفي الآية دروس عظيمة، فهو لم يقل إذ أخرجني من “الجب” لئلا يحرج إخوته ويذكِّرهم بصنيعهم، ولم يقل إذ جاء بكم من الفقر والحاجة ولكن قال من البدو، وهو مع ذلك قال أحسن بي ربي ولم يقل أحسن بكم، ثم هو ينسب الخطأ إلى نزغ الشيطان لا لإخوته، وكأنه يجعل الجهالة والذنب على طرفين متنازعين لا على إخوته وحدهم، فهل من أدب وحسن خلق كهذا من صاحب حق ذو سلطان على إخوة مذنبين؟ فحقًّا ﴿أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ ۖ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ﴾.
الفكرة من كتاب مراعاة المشاعر
يقول تعالى في كتابه الكريم: ﴿وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا﴾، إذ إن من الأخلاقيات التي حثَّ عليها الإسلام الإحسان إلى الناس والتلطُّف بهم، ومراعاة مشاعرهم وجبر خواطرهم، وجعل في تشريعاته نصيبًا لحفظ العلاقات الإنسانية، وتوثيق عُرى الأخوة بين المسلمين، وكانت حياة النبي (ﷺ) خير تطبيق عملي على ذلك، وصحابته من بعده، ولنا فيهم أسوة حسنة.
مؤلف كتاب مراعاة المشاعر
محمد صالح المنجد: داعية سوري، ولد عام 1961 في السعودية، ونشأ وعاش حياته فيها، حاصل على البكالوريوس من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، اشتغل بالدعوة بعد عمر الثلاثين بتوجيه من الشيخ بن باز، وله نتاج دعوي كبير، كما كان من أول المستخدمين للإنترنت في العمل الدعوي بتأسيسه موقع الإسلام سؤال وجواب منذ عام 1997، وهو أول موقع إسلامي على الإنترنت، ويشرف عليه وعلى مجموعة مواقع الإسلام وعددها تسعة، وتنشر محتواها الدعوي بعشر لغات مختلفة، وهو المشرف العام على منصة زاد لتعليم العلوم الشرعية، وله عدد كبير من المؤلفات منها:
كيف عاملهم.
كيف تقرأ كتاًبا.
مشروعك الذي يلائمك.
الأساليب النبوية في علاج الأخطاء.