خلفية تاريخية
خلفية تاريخية
أثبتت القنبلة الذرية أنها أكثر فاعلية من ألف غارة جوية، وتفردت بقدرتها على إطلاق إشعاع ذري، فنحو 85% من طاقة الانفجار تكون على هيئة طاقة حرارية وصدمة هوائية تسبب تغيرًا مفاجئًا في الضغط، والنسبة المتبقية تنبعث على صورة إشعاع؛ 5% منها إشعاع نووي مبدئي ينتج في غضون دقيقة، والـ10% الأخرى تكون إشعاعًا نوويًّا متأخرًا.
الأشخاص الواقعون داخل دائرة الانفجار سيموتون بمجرد تعرضهم للموجة الحرارية، أما الأشخاص خارج الدائرة فسيكونون أقل حظًّا، إذ سيتعرضون لتلف حاد في الرئة والأذن، وتلف الكروموسومات، وتدمير نخاع العظم والأمعاء، والنزيف، وسيموتون أيضًا خلال أسابيع قليلة، وبنسبة 20% سيموت الناجون منهم جراء الإصابة بأنواع مختلفة من السرطانات، وبنسبة 80% سيموتون نتيجة أمراض القلب والعدوى، ولن ينجو الجيل التالي من الأمراض الوراثية والعيوب الخلقية.
بالنظر إلى الوقت الذي ابتُكرت فيه الأسلحة النووية، يمكن تفسير لماذا حملت هذا الكم من الرعب والحقد الدفين؛ لقد خرجت تلك الأسلحة من رحم أكثر المعارك دموية في التاريخ، الحرب العالمية الثانية، فبينما رفض الجيش الياباني الاستسلام، وأدركت الولايات المتحدة أنها بحاجة إلى مليون جندي لغزو اليابان، بدأ الرئيس الأمريكي ترومان في البحث عن بدائل.
بدأ الأمر عام 1938م عندما اكتشفت لِيز مَايتْنر أن نواة اليورانيوم 235 تنشطر إلى نواتين أخف إذا قُذفت بأحد النيوترونات، وأن كتلة الجسيمات الناتجة عن الانشطار لا تساوي كتلة النواة الأصلية، وسرعان ما نشر نِيلْز بُور وجون إيه وِيلر نظريتهما التي تقضي بأن النظير المسمى اليورانيوم 235 الموجود بكميات ضئيلة داخل اليورانيوم 238 أكثر قابلية للانقسام من اليورانيوم 238. ثم اكتشف إنْرِيكُو فِيرْمِي وليو زيلارد أن الانشطار الأول يمكن أن يتسبب في انشطار ثانٍ في سلسلة تفاعل متسلسل تتزايد بمتوالية هندسية، حينها قرروا إعلام الرئيس الأمريكي رُوزْفِلْت.
الفكرة من كتاب الأسلحة النووية: مقدمة قصيرة جدًّا
في عام 1945م بلغت قوة القنبلة الذرية الملقاة على هيروشيما 20 ألف طن، وقتلت نحو 140 ألف شخص. ما الذي قد يحدث أسوأ من ذلك؟ ربما كان هذا لسان حال كل من شهد تلك الحقبة المظلمة من التاريخ، لكن في 1952م حدث الأسوأ، عندما اختبرت الولايات المتحدة القنبلة “مايك” التي كانت أقوى خمسمئة مرة من القنبلة الملقاة على هيروشيما. وفي عام 2007م حدث الأسوأ والأسوأ، إذ امتلكت روسيا أسلحة نووية تُمَكنها من القضاء على البشرية 29 مرة، بينما كان بمقدور الولايات المتحدة القضاء عليها 18 مرة.
إلى أين يسير العالم؟ هل يمكن أن ينتهي التاريخ في غضون دقائق؟ هل بإمكان رجل واحد أن يقود العالم بأجمعه إلى حتفه؟
هذا ما يناقشه الكتاب، فيتعرض لتعريف القوى النووية، ومتى ظهرت، ولماذا ابتُكِرَت من الأساس، وكيف تصرف المجتمع الدولي إزاء هذا الشر الذي صُنِع بأيدٍ بشرية.
مؤلف كتاب الأسلحة النووية: مقدمة قصيرة جدًّا
جوزيف إم سيراكوسا: أستاذ الأمن البشري والدبلوماسية الدولية في المعهد الملكي للتكنولوجيا في ملبورن بأستراليا، اشتهر دوليًّا بكتاباته في مجالات الدبلوماسية الدولية، والأسلحة النووية، والحرب الباردة.
له عدة مؤلفات منها:
تاريخ السياسة الخارجية الأمريكية.
الدبلوماسية: مقدمة قصيرة جدًّا.
معلومات عن المترجم:
محمد فتحي خضر: مترجم مصري، عمل في المركز القومي للترجمة، ومؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة في الفترة بين 2012م – 2019م، وحاز جائزة المركز القومي للترجمة عن كتاب “البدايات: 14 مليار عام من تطور الكون”.
وترجم كتبًا أخرى منها:
أخلاق الرأسمالية.
النسبية: مقدمة قصيرة جدًّا.