حِيَل حول التضخم
حِيَل حول التضخم
الآن بعد تصحيح المفاهيم، أصبح السير نحو الحرية المالية آمنًا نوعًا ما، لكن سيقابلنا هنا أول مطب سنقف عنده قبل أن نصطدم به أفرادًا كنا أو جماعات على حد سواء، هذا المطب هو مطب التضخم!
يبدو أنك سمعت بهذا اللفظ من قبل في نشرة الأخبار العامة أو ربما في أخبار سوق العملة، ويعنون به ارتفاع الأسعار عامة نتيجة لزيادة الكتلة النقدية مقارنة بحجم السلع الموجودة مما يُفقد النقود قيمتها الأصلية فتقل الثقة بها بشكل سنوي، ولا يشمل التضخم النقود فقط، يمكن أن يحصل تضخم في الذهب أو الفِضة أو حتى بعض المحاصيل الزراعية، فقد يحصل تضخم في الطماطم مثلًا نتيجة لربح المحصول في سنة من السنين، فيهرع جميع المزارعين إلى زراعة الطماطم فيكثر عرضها في السوق وتقل قيمتها مع ثبات الطلب عليها فيحصل التضخم.
إضافة إلى التضخم في السلع والخِدْمات، قد يحصل التضخم في قيمة بعض الشركات فما أن يصبح سعر سهمها مقبولًا يُقبل عديد من المستثمرين عليه فيتضخم سعره، كذلك الحال في أسعار العقارات المتأثرة بالعرض والطلب أيضًا، وبشكل عام يتأثر التضخم بالعوامل الصحية والاقتصادية والسياسية للبلاد، ففي سوريا مثلًا ارتفعت أسعار العقارات بشكل مبالغ فيه جدًّا لندرتها وحاجة المواطنين إليها تأثرًا بالحرب.
وتكمن الأزمة التي يخبئها التضخم وراءه في تأثيره بالمدخرات المالية على المدى البعيد، لذلك إن أردت أن تحمي نفسك من آثاره فتحوط لذلك من خلال الاستثمار في ما يحفظ لك قيمة العملة من ذهب أو غيره من المعادن الثمينة أو عقار أو أسهم، ليس الغرض من هذا الربح وإنما الحفاظ على المدخرات المالية في شكل أصول استثمارية للحماية من التغيرات المفاجئة
بالطبع لا يوجد ضمان لأي شيء، لكن مع التفكير المتأني والقراءة الجيدة لتغيرات السوق واستشارة أهل الخبرة، سيساعدك كل ذلك على اختيار الوسيلة الأسلم والأنسب لحفظ أموالك، وفي حال اخترت الأسهم، فنصيحة الكاتب لك أن تبتعد عن الاستثمار في الشركات الكبيرة لأن في حالة الخسارة مع استثمارك الضئيل فيها ستكون الفاجعة كبيرة عليك، وفي حال اخترت سوق العقارات فلا تتأخر لأنها في ازدياد مستمر نتيجة للإقبال المتزايد عليه.
الفكرة من كتاب خارطة طريق نحو الحرية المالية
في ظل التقلبات والتغيرات الاقتصادية المتسارعة التي نعيشها اليوم، يصبح الطريق نحو الحرية المالية شاقًّا لكنه ضرورة لا بد منها، وهذا الطريق على الرغم مما يتخلله من عقبات وحُفَر ولوحات إنذار، فإنه في النهاية يبقى خِيارًا آمنًا ليس على المستوى الاقتصادي فقط وإنما على المستوى النفسي أيضًا، وهذا الكتاب بمعلوماته الشاملة البسيطة سيساعدنا على بناء تصور واضح عن الحرية المالية وما حولها.
مؤلف كتاب خارطة طريق نحو الحرية المالية
يوسف الصطم: حاصل على الماجستير في إدارة المشاريع المعلوماتية من جامعة هومبولت في برلين والإجازة الهندسية المعلوماتية من جامعة حلب، ولديه خبرة حصيلتها ١٥ عامًا في البرمجة وإدارة المشاريع البرمجية ضمن المجالات المختلفة مثل تكنولوجيا المعلومات والبحوث والرعاية الصحية والتجارة الإلكترونية وغيرها.