حلم القومية العربية
حلم القومية العربية
نحلم أن يعود مجدنا كسابق عهده، وأن تكون عروبتنا هُويتنا الأولى، ونحلم أيضًا أن تمارس مِصرنا دورها التاريخي في لَمِّ الشمل، ولهذا الحلم جذور، فموقعنا بين جناحي العالم العربي وتاريخنا الحافل في مساندة القضايا العربية يحتم علينا أن نقوم بهذا الدور، هذا واجبنا الذي لا فكاك منه.
لكن الواقع يقول عكس ذلك، فعلى الرغم من تشرف مصر بممارسة دور الشقيقة الكبرى، لدينا عَلاقات وثيقة الصلة مع أمريكا، ومعاهدة سلام مع “إسرائيل” هي الأولى من نوعها، ومقاطعة مؤلمة مع أغلب الدول العربية.
المشكلة ليست هنا، المشكلة في أننا تصرفنا من منطلق هذا الحلم في لحظات متأزمة من التاريخ حين ركضنا حول وَحدتنا الوهمية في 1948م، ولم نعترف بحقيقة كوننا قطعًا ممزقة تخضع كل منها لقوًى أجنبية، فأنزلنا الهزيمة بالدول العربية وشردنا الفِلَسطينيين، ولو وقفنا عند حدود واقعنا لكان الفِلَسطينيون اليوم يعيشون في فلسطين تحت أي صيغة متفق عليها بينهم وبين اليهود، ثم أعدنا الكرَّة وهتفنا تحت زعامة عبد الناصر حتى ظن القاصي والداني أننا مستعدون فعلًا لخوض الحرب، حتى جاء 5 يونيو الأسود مُنهيًا كل شيء.
الفكرة من كتاب حول العرب والعروبة
تخلصت الأمة العربية توًّا من الاحتلال والحروب، فأخذت تلثم جراح الثَّكالى وتمسح دموع المكلومين الذين دُفنت كرامتهم في الأراضي المحتلة، وما زالت تترنح في قرار القومية العربية حتى خرجت وحوش الداخل والخارج من أوكارها لتغرس مخالبها في جسدها الدامي فتمزقه.
هذا الكتاب يضم وجهات نظر نجيب محفوظ في مقالات عدة كتبها بين عامي 1986م و1994م، جمعتها ونشرتها الدار المصرية اللُّبنانية عام 1996م، تناول فيها الكاتب القضايا التي طُرحت على الساحة العربية في تلك الفترة من غزو الكُوَيت والنزاع على الحدود بين دول عربية عدة، وكيف يمكن تحقيق التعاون بين العرب بدلًا من النزاع، وبالطبع لم يخلُ المشهد من القضية الكبرى؛ قضية فلسطين.
مؤلف كتاب حول العرب والعروبة
نجيب محفوظ(1 ديسمبر 1911 – 30 أغسطس 2006): كاتب وروائي مصري، حصل على جائزة نوبل في الأدب في 13 أكتوبر 1988م كأول أديب عربي، عمل مديرًا للرقابة على المصنفات الفنية في وزارة الثقافة، ومديرًا عامًّا لمؤسسة دعم السينما، ثم رئيس مجلس إدارة المؤسسة العامة للسينما في الفترة 1966-1971، قبل أن يتقاعد ليصبح أحد كتاب مؤسسة الأهرام.
له عديد من المؤلفات منها:
القاهرة الجديدة.
خان الخليلي.
زقاق المدق.