حساسية مطلوبة

حساسية مطلوبة
في الغالب يميل الانطوائي إلى الانسحاب التدريجي من الحفلات أو الاجتماعات دون أن يُلاحظه أحد، ثم يعود إلى بيته وهو يشعر بالجهد الشديد، وأن آلاف الأشياء تدور في عقله، والكثير من المشاعر الداخلية التي يشعر بها.

إن هذه الحالة تكشف لنا مدى الحساسية العالية لدى الانطوائي، والحساسية العالية تكون كشدة الملاحظة، أو التفكير الطويل قبل الإقبال على أمر ما، أو الحساسية للمشاهد والروائح والمشاعر، فهؤلاء الأشخاص يكونون عادةً ذوي ميول فلسفية وروحانية أكثر من كونهم ماديين، إنهم يعالجون الأمور بشكل عميق مرتبط بعاطفتهم لدرجة غير عادية.
وقد قام مجموعة من العلماء في جامعة ستوني بروك بتجربة عرض بعض الصور على عدد من الأشخاص، وتميَّزت هذه الصور بتشابهها مع صور أُخرى واختلافها مع غيرها، ووجد العلماء أن الأشخاص الحساسين أمضوا المزيد من الوقت في النظر إلى الصور، وأظهرت أدمغتهم مزيدًا من النشاط في تكوين الروابط، وهذا يُبيِّن الأسلوب المُعقَّد في تفكير أصحاب الحساسية العالية.
بجانب ذلك يكون الأشخاص الحساسون متعاطفين جدًّا، وأكثر شعورًا بالذنب، أو ما نُسميه يقظة الضمير، والأطفال الذين يتميَّزون بالحساسية العالية يشعرون بالقلق الشديد حين يرتكبون خطأً ما، وإن كبر قليلًا فإنه يميل إلى الإيثار والعلاقات المُتناغمة، وبلا شك كل تلك الخصال يمكن توظيفها بشكل ممتاز.
فقد أظهرت دراسة في جامعة ميشيغان أن الطلاب في الوقت الحاضر أقل تعاطفًا من الطلاب قبل 30 سنة بنسبة 50 بالمائة! لذا كان على الوالدين تقدير طبيعة طفلهم الانطوائي، وتقدير مدة الحساسية العالية التي تُميِّزه ما إذا تم توجيه هذه الحساسية والتعامل معها بشكل جيِّد والحرص في تربية طفلهم الانطوائي وتقدير عمق استجابته وتأثُّره، فيجب الحرص على البيئة المنزلية المُستقرَّة.
الفكرة من كتاب الهدوء: قوة الانطوائيين في عالم لا يتوقف عن الكلام
“إنه انطوائي لن يستطيع الاندماج في هذه الحياة!” كثيرًا ما نسمع مثل هذه العبارات حولنا، والتي تحمل في دلالتها أن الشخص الانطوائي هو شخص منغلق، خجول، يخاف من الناس، وأن هذه الصفات تعني عدم تأهُّل الشخص للخوض في الحياة، ولكن هل بالفعل كلمة “انطوائي” تعني هذه الصفات؟ وهل “الانطوائي” شخص عاجز على عكس “الانبساطي”؟ وهل بالفعل تُعدُّ “الانطوائية” اضطرابًا سلوكيًّا يجب التخلُّص منه؟
في هذا الكتاب بذلت الكاتبة جهد سنوات لتُقدِّم لنا مفهوم “الانطوائيَّة” بمعناها الحقيقي الدقيق، وكيف للثقافة المُجتمعية أن تؤثر في مفهوم الانطوائية، وما المُمميزات والمهارات التي يتمتَّع بها الانطوائي، وكيف يمكن للمجتمع والأسرة توظيف تلك المهارات.
مؤلف كتاب الهدوء: قوة الانطوائيين في عالم لا يتوقف عن الكلام
سوزان كين: كاتبة أمريكية ولدت سنة 1968م، درست المُحاماة من كلية هارفارد ثم اتجهت إلى التأليف، فألَّفت كتاب “الهدوء: قوة الانطوائيين في عالم لا يمكنه التوقف عن الحديث” عام 2012، وشاركت في تأسيس شركة Quiet Revolution.
Quiet Journal: Discover Your Secret Strengths and Unleash Your Inner Power.
Bittersweet: How Sorrow and Longing Make Us Whole.
معلومات عن المُترجم:
عماد إبراهيم عبده: ترجم عددًا من الكُتب، منها:
ماذا لو؟ إجابات علمية جدية عن أسئلة افتراضية غير معقولة.
خط الدم أو حمرة الغسق في الغرب.