حرب العملات الثالثة (2010 – الآن)
حرب العملات الثالثة (2010 – الآن)
في مطلع العقد الثاني من القرن الواحد والعشرين تبلورت بوضوح معالم الاقتصاد العالمي الحديث، حيث تبوأت كلٌّ من الولايات المتحدة الأمريكية والصين واليابان مراكز الصدارة الأولى في قائمة أقوى الاقتصادات العالمية، فهم -مجتمعين- يشكِّلون ما نسبته 60% من حجم الإنتاج العالمي، وحيث إن العملات ما هي إلا مرآة عاكسة للاقتصاد، باتت العملات المحلية لتلك الدول العملات الرئيسة في سلة العملات الدولية، وإذا كانت الحرب -كغيرها من الظواهر- تتطوَّر مع الوقت نجد أن حرب العملات اليوم لم تعد تقتصر فقط على البنوك المركزية، وإنما ضمَّت إلى جانبها المصرفيين، والمضاربين، والسياسيين، والمنظمات الدولية، والشركات المتعددة الجنسية والكيانات الخاصة العملاقة كصناديق الاستثمار والتحوط، وأصبحت تلك الحروب اليوم تخاض دفعة واحدة بين أطرافها مجتمعة، لذا أضحت نتائجها أكثر كارثية من ذي قبل.
فاليوم تتركَّز الحرب بين الدولار الأمريكي واليوان الصيني، فبعد أن خرجت الصين من عزلتها بدأت خطتها للمنافسة على سيادة العالم مع الولايات المتحدة الأمريكية، وعمدت إلى تخفيض عملتها المحلية لتحقيق ميزة تنافسية على المنتجات الأمريكية، ونتيجة لذلك انقلب الميزان التجاري الثنائي بين البلدين لصالح الصين، وأصبحت أمريكا اليوم بين خيارين أحلاهما مر، إما أن تخفض من عملتها هي الأخرى فتهتز المكانة الاعتبارية الدولية للدولار الأمريكي وأما أن تحافظ على قيمته فيزداد بذلك عجزها التجاري عامًا بعد عام، بالتوازي مع مراكمة الصين لسندات الديون الخاصة بالحكومة الأمريكية التي شكلت تهديدًا لمخزون أمريكا من الذهب، مما يمثل صورة قاتمة عن الوضع الذي آلت إليه الشؤون المالية الأمريكية.
الفكرة من كتاب حروب العملات.. افتعال الأزمة العالمية الجديدة
هي نوع آخر من الحروب، فبعد الحرب الباردة وحروب الشرق الأوسط تحوَّلت إلى صراع حقيقي بين الدول العظمى، صراع بلا دوي مدافع أو قصف طائرات، يحدث خلسة وخفية وعبر مكائد اقتصادية، ويفضي إلى كوارث مالية تعزز واقعًا جديدًا دون إطلاق رصاصة واحدة، من هنا تأتي أهمية هذا الكتاب الذي يطلعك على خفايا النظام المالي العالمي.
مؤلف كتاب حروب العملات.. افتعال الأزمة العالمية الجديدة
جايمس ريكاردز: محامٍ أمريكي، ومتحدث، ومعلق إعلامي، ومؤلف في الشؤون المالية والمعادن النفيسة، حصل على درجة الماجستير في الضرائب من كلية الحقوق بجامعة نيويورك، كما حصل أيضًا على الدكتوراه في القانون من كلية الحقوق بجامعة بنسلفانيا، عمل ريكاردز في وول ستريت لمدة 35 عامًا شغل فيها مناصب عدة منها: استشاري لأحد صناديق التحوط الكبرى، ومدير معلومات السوق في إحدى الشركات الاستشارية.
من مؤلفاته: موت المال: الانهيار الوشيك للنظام النقدي الدولي، والغلاف الجديد للذهب، والطريق إلى الخراب: الخطة السرية للنخب العالمية للأزمة المالية القادمة.