حرب الاستنزاف

بعد النكسة تولَّى أحمد إسماعيل “قيادة الجبهة”، وكان يرى أن الجندي المصري لم يُهزم في المعركة، فلم يُمنح فرصة للقتال والدفاع عن نفسه وأرضه، بل دفع ثمن قرارات سياسية مندفعة، وعدم كفاءة القيادة العسكرية.

 الحل: 📚📚📚 مكتبة ضخمة جدا 

من الكتب المبسطة والمضغوطة على هاتفك مع تطبيق أخضر

تطبيق أخضر يوفر لك آلاف ملخصات الكتب العربية والعالمية بطريقة مقروءة ومسموعة في أكثر من ١٦ قسم في كافة مجالات الحياة 

حمله الآن 😎

جوجل بلاي -- أبل ستور

وكان الموقف على الجبهة يتلخَّص في أن القوات مهلهلة تفتقر إلى القيادة والتنظيم، وحالة المعدات العسكرية سيئة للغاية ومعظمها تالف، والروح المعنوية منعدمة، والأكثر من ذلك أن القوات فقدت الثقة بقادتها، والقيادة نفسها فقدت الثقة بتلك القوات، ويتلخَّص الموقف الاستراتيجي في أن سيناء يحتلها العدو، وجبهة القتال مكشوفة، وهناك سيطرة جوية كاملة لإسرائيل على شرق وغرب القناة، وكان اليأس يسيطر على تفكير الجميع.

وكان يرى أحمد إسماعيل أن رفع معنويات القوات المصرية لن يكون إلا عن طريق عمليات نوعية مستمرة تستنزف العدو، وتُرسل من خلالها رسالة أن مصر لن تستسلم، وكانت من أهم تلك العمليات معركة رأس العِش، وتدمير المدمرة الإسرائيلية إيلات، وغيرها.

وفي أغسطس عام 1969 تمت إحالة أحمد إسماعيل للتقاعد دون أي سبب، ويقول إنه لم يخطر في باله إطلاقًا أن تتم إحالته إلى التقاعد دون معرفة سبب، ودون أن يرتكب فعلًا يستوجب ذلك؛ كما أنه لم يستطع أن يقوم بإخفاء حزنه، وحاول توضيح الموقف لأسرته، لكن لم يستطع أن يُوضِّح الأمر لزملائه ومعارفه، مما جعله يدخل في عُزلة لمدة عام ونصف، تفرَّغ فيها للقراءة في العلوم العسكرية ومتابعة أخبار العدو ودراستها وتحليلها.

تمَّ اختزال حرب أكتوبر في رجلين: الرئيس السادات، والرئيس الأسبق مبارك، ومن ثمَّ تم تعريض الكثير من الوقائع للمحو أو التزوير والطمس، لكن بعد مرور 39 عامًا على وفاة المُشير أحمد إسماعيل، وبالتحديد في عام 2013 خرجت مذكِّراته إلى النور كاشفةً عن أحداثٍ كثيرة، فقد رأت أسرة المُشير عدم عِلم الكثير من المصريين بدور المُشير في الحرب، بل لا يعلمون حتَّى اسمه، كما وجدت أن هناك أمورًا كثيرة تُعرَض في الإعلام لا تتوافق مع ما لديهم من معلومات ووثائق تركها المشير.

المُشير أحمد إسماعيل وزير الحربية، القائد العام للقوات المسلحة المصرية في أثناء حرب أكتوبر؛ شارك في جميع حروب مصر ضد العدو الإسرائيلي، وثاني ضابط مصري يصل إلى رتبة مُشير، كما حصل على نجمة سيناء من الطبقة الأولى، تُوفِّي يوم 25 ديسمبر 1974، وقبل وفاته بأيام صنَّفتهُ مجلَّة الجيش الأمريكي ضمن أكثر 50 شخصية عسكرية عالمية أضافت إلى الحرب تكتيكًا جديدًا.

مجدي الجلاد صحفي، هو رئيس تحرير جريدة الوطن المصرية، وهو أول من شغل المنصب منذ تأسيس الجريدة.