جمال (لا إله إلا الله)

جمال (لا إله إلا الله)
إن جمال العقيدة الإسلامية ابتداءً من كونها عقيدة ذات لمسة تربوية وأثر روحي عميق في الوجدان والسلوك، إن تفاعل معها المرء تفاعُل التغيير والارتقاء في منازل ومراتب العبودية الرحبة، فيرتفع بعبوديته تلك من درجات البشرية لما فوق الملائكية!

(لا إله إلا الله) كلمة البَدء في الإسلام ولا يتغير بها حقًّا إلا من استشعر معناها ودلالتها اللطيفة، إذ إنها تعبير عن الخضوع لمن ألَِّهه القلب وامتلأ بمحبته وتعظيمه، فالتأليه هاهنا تعبير وشعور قلبي جمالي لواحد أحد فرد صمد لا يشاركه في اسمه “الله” أحد.
إن الإيمان بالله سبحانه من حيث هو إله تؤلِّهه القلوب هو بسبب الإيمان الحقيقي بالله من حيث هو رب وسيد لهذا الكون خلقًا وتدبيرًا وتصويرًا، فالربوبية إذًا جالبة للتألُّه والمحبة لأن الإنسان عرف الله سبحانه أول ما عرفه ربًّا، فلما علم منه ما علم ألَّهه وجدانًا فعبده سبحانه، ومن هنا كانت الوصايا النبوية للأمة العابدة لربها أن تذكره تعبدًا بجلال ربويته حيث قال (صلى الله عليه وسلم): “من قال: رضيت بالله ربًّا وبالإسلام دينًا وبمحمد نبيًّا وجبت له الجنة”.
وكيف يصل المرء ويدرك هذه المعاني الجليلة الجميلة بغير تفكُّر ولا تدبُّر في الكون المصوَّر! إن باب الولوج لعقيدة هذا الدين هو التفكُّر وهو معنى مبثوث ومنتشر كثيرًا في القرآن الكريم، ومن ذلك قوله تعالى: ﴿قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُم بِوَاحِدَةٍ أَن تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَىٰ وَفُرَادَىٰ ثُمَّ تَتَفَكَّرُو﴾.
إن التفرغ لله سبحانه في خلوة لا يكدر صفوها أحد من الخلق يسمح للقلب بأن ينصرف متفاعلًا مع معطيات الفكر، مستشعرًا ومتنعمًا بحقائق الكون الكبرى ومستأنِسًا بما حوله من مخلوقات أخرى بعيدًا عن صخب الجماعة وضوضاء الجدل.
الفكرة من كتاب جمالية الدين.. معارج القلب إلى حياة الروح
“عندما نقول هنا (جمالية الدين) فإننا نعني أن الله (جل وعلا) الذي جعل الدين جميلًا، قصد أن يكون التدين جميلًا أيضًا، قصدًا تشريعيًّا أصيلًا، بمعنى أن ذلك قُصد منه ابتداءً وليس صدفة واتفاقًا”!
من وجهة نظر مختلفة وبلهجة لطيفة رقيقة يفتح الكاتب قلوبنا لا أنظارنا لتبصر وتنشرح بأصل هذا الدين ومقصوده وغايته، لتخرج من قراءته لا كما دخلت إليه وتود أنه لم ينتهِ!
مؤلف كتاب جمالية الدين.. معارج القلب إلى حياة الروح
فريد الأنصاري: عالم دين وأديب مغربي، حصل على الدكتوراه في الدراسات الإسلامية تخصُّص أصول الفقه، وعمل رئيسًا لقسم الدراسات الإسلامية بكلية الآداب، بجامعة مولاي إسماعيل بمكناس، كما شغل منصب عضو في المجلس العلمي الأعلى بالمغرب.
ومن مؤلفاته:
آخر الفرسان.
ديوان المواجيد.
سيماء المرأة في الإسلام.
الدين هو الصلاة والسجود لله باب الفرج.