جماعات التفسير
جماعات التفسير
كان يندر أن تجد تغطيةً عن الإسلام في الغرب قبيل ارتفاعات أسعار النفط، وارتفاع أسعار النفط هذا يرتبط في أذهان الجماهير ببعض الأمور، من ضمنها اعتماد الأمريكيين على النفط المستورد، والخوف الشديد من انتقال التشدد الخليجي إلى أمريكا، تجاهلت تلك التغطيات بشكل تام التاريخَ والهُويةَ والمسار الوطني لدول الشرق والإسلام، فهي مجرد بلدان منتجة للنفط، ومستعمرات سابقة، وما هي إلا بلدان مجهولة تمثل خطرًا على الغرب.
فكما يظهر في كتاب “الدفاع عن الغرب” أو في مقابلة بعنوان “الرابطة الهمجية: عن العنصر المدمر في تاريخ الحضارة”، فالشرق والإسلام بلدان كنا نحكمها في الماضي، وهي مجرد صور مقلدة لنموذج الدول المستعمِرة، وليس لها أي هُوية ذاتية مستقلة، فلا تنظر تلك الدراسات والتغطيات إلى من يكون هؤلاء، ولا إلى رغباتهم وأصولهم الجغرافية، ولماذا يفعلون ما يفعلون.
وعلى الرغم مما في أمريكا من حرية وتنوع كبيرين، فهناك واقع يفضل آراءً وصورًا معينة للواقع على ما سواها، فالأمريكي يقف بينه وبين الواقع جهاز إعلامي، ولا يتلقى الواقع بشكل مباشر، فالصحفي أو المراسل ينقل إليه ما يقرر أنه ينبغي تصويره، والخبر هنا ليس مجرد نقل مباشر محايد للواقع، بل هو نتاج نشاط معقد يتضمن اختيارًا مقصودًا متعمَّدًا لبعض الوقائع والتعبير عنها، والصحفي وهو ينقل تلك الوقائع يعتمد على جملة من القواعد والأعراف التي تضعها مؤسستُه ومجتمعه، تلك المؤسسات التي لها مصالح مُحددّة متأثرة بالواقع السياسي والأيديولوجي، وخلفها شركات تهدف إلى الربح فقط.د
الفكرة من كتاب تغطية الإسلام: كيف تتحكم أجهزة الإعلام ويتحكم الخبراء في رؤيتنا لسائر بلدان العالم؟
إذا نظرت إلى تغطيات إحدى الصحف الأمريكية أو الأوربية لأي حادثة تخص الشرق أو الإسلام، تجد قوالب جاهزة مكررة، من ذكر الحدود الشرعية أو الجهاد أو الارتباط بين الإسلام والإرهاب. فهل تلك التغطيات صحيحة؟ وما العلاقة التي تربط بين الشرق والغرب؟
يناقش كتابنا المواقف الغربية والأمريكية بالخصوص إزاء الشرق والعالم الإسلامي، والعلاقات التي تربط بين الشرق والغرب، والصور المستعملة لمصطلح الإسلام في الغرب.
مؤلف كتاب تغطية الإسلام: كيف تتحكم أجهزة الإعلام ويتحكم الخبراء في رؤيتنا لسائر بلدان العالم؟
إدوارد سعيد: المفكر الفلسطيني الأمريكي والناقد الشهير، من أهم عشرة مفكرين في القرن العشرين، وقد عرف بصوته الأقوى في الدفاع عن القضية الفلسطينية، حصل على الدكتوراه في الأدب الإنجليزي من جامعة هارفارد، وعمل محاضرًا للأدب المقارن في عديد من الجامعات الأمريكية مثل “هارفارد” و”كولومبيا”، كانت حياته حافلة بالإبداع والفكر، كرّسها لخدمة وطنه الأول فلسطين، وقد كان دائمًا يؤكد على هُويته العربية رغم انتمائه الأمريكي.
من مؤلفاته:
الاستشراق.
المسألة الفلسطينية.
المثقف والسلطة.
الثقافة الإمبريالية.
معلومات عن المترجم:
محمد عناني: مبدع مصري يتسم بالموسوعية، كتب في الشعر والمسرح والنقد الأدبي، وله أعمال كبيرة في الترجمة حتى استحق بها لقب “شيخ المترجمين”، حصل على البكالوريوس في اللغة الإنجليزية من جامعة القاهرة، والماجستير من جامعة لندن، ثم درجة الدكتوراه من جامعة ريدنج، وعمل محاضرًا للغة الإنجليزية في جامعة القاهرة ثم رئيسًا للقسم، ونال عديدًا من الجوائز العربية والمصرية في الآداب والفنون والترجمة، ومن أعماله:
ثلاثة نصوص من المسرح الإنجليزي.
الفردوس المفقود.
ريتشارد الثاني.