جرائم العبيديين وكفاح العلماء المسلمين
جرائم العبيديين وكفاح العلماء المسلمين
تطرَّق الكاتب إلى جرائم العبيديين في الشمال الأفريقي في حق أهل السنة العلماء منهم والأهالي، إذ ذكر ما فعله عبيد الله المهدي لما أحضر فقيهين من فقهاء القيروان وأمرهما أن يشهدا له بالرسالة فرفضا فأمر بذبحهما، كما كان العبيديون يقومون بتعليق رؤوس الأكباش والحمير على أبواب الحوانيت والدواب ويكتبون عليها أسماء الصحابة (رضوان الله عليهم)، كما منعوا علماء أهل السنة من التدريس في المساجد ونشر العلم حتى أصبحت كتب السنة لا تُقرأ إلا في البيوت خوفًا من العبيديين، كما أسقطوا على أنفسهم ومن تبع دعوتهم الفرائض كالصلاة والزكاة وأباحوا لأنفسهم الزنى وشرب الخمر، ووصل الأمر في هذه الفترة إلى أنهم أجبروا الناس على الفطر قبل رؤية الهلال فقاموا بقتل فقيه يُدعى محمد بن الحبُلى لأنه أفتى أن لا فطر إلا مع رؤية الهلال.
أما عن علماء أهل السنة، فلم تكن بأيديهم وسيلة إلا واستخدموها لمقاومة تمدُّد الدولة العبيدية الرافضة، وقد تحمَّلوا كل أنواع الأذى والسجن والقتل وقاطعوا مؤسساتهم وقضاءهم والصلاة وراء أئمتهم، وأفتوا بكفرهم، وكان من أشهر علماء الشمال الأفريقي الشيخ أبو إسحاق السبائي وأبو بكر بن عبد الرحمن الخولاني وأبو العرب بن تميم، كما ظهرت المناظرات بينهم وبين عبيد الله المهدي حين دعا عبيد الله الإمام أبو عثمان سعيد بن الحداد في مناظرة ولم يستطع عبيد الله إظهار كذبه أمام هذا الإمام وصرفه دون أن يفعل له شيئًا، وكذلك المناظرة الكبيرة مع أبي عبد الله الشيعي والتي لم يستطِع أبو عبد الله الرد عليه فيها.
الفكرة من كتاب الدولة العبيدية الفاطمية
طبقًا للأحاديث النبوية الصحيحة، فإنه سيخرج آخر الزمان من أهل البيت رجلٌ يملك سبع سنين ينشر فيها العدل والسلام بعد الجور والظلم، ويكون اسمه كاسم رسول الله ﷺ واسم أبيه -أي محمد بن عبد الله- ويكون من ذرية فاطمة (رضي الله عنها)، وظهوره من المشرق، وسيحضر نزول عيسى ابن مريم (عليه السلام) الذي سيُصلِّي خلفه، هذا الرجل هو المهدي، وقد ذُكر في خمسين حديثًا، بيَّن أئمة الحديث الصحيح فيها من غيره.
وفي إثر هذا ظهرت جماعات من الشيعة بقيادة دجالين كاذبين ادَّعى بعضهم أنهم المهدي المنتظر، فاستحلوا الدماء والأعراض وحرَّفوا القرآن والسُّنَّة، وعلى هذا فيتحدث هذا الكتاب عن تاريخ الدولة العبيدية الفاطمية بنوع من الدراسة البحثية.
مؤلف كتاب الدولة العبيدية الفاطمية
علي محمد محمد الصلابي: فقيه ومؤرخ ومحلل سياسي ليبي الجنسية، نال درجة الماجستير في أصول الدين قسم التفسير وعلوم القرآن، كما حصل على الدكتوراه في الدراسات الإسلامية.
وله العديد من المؤلفات، منها: “دولة السلاجقة: موسوعة الحروب الصليبية”، و”السلطان الشهيد عماد الدين زنكي”، و”صفحات مشرفة من التاريخ الإسلامي”، و”فصل الخطاب في سيرة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب”.