ثقافة مزدوجة
ثقافة مزدوجة
في دراسة تمت خلالها متابعة عائلتين، إحداهما عائلة أنجلوأمريكية تنتمي إلى الطبقة المتوسطة وتتمتع بعديد من الرفاهيات وتعيش في حي راقٍ يحوي عديدًا من الأشخاص المنتمين لنفس الثقافة والعرق، أما العائلة الأخرى فهي عائلة مكسيكية مهاجرة لا يمتلك الوالدان فيها وظيفة ثابتة ولا يتمتع الأبناء بعديد من الرفاهيات، قد يبدو تلقائيًّا أن العائلة الأولى هي الأكثر ترابطًا وسعادةً، ولكن بعد متابعة العائلتين تبين أن العائلة المكسيكية هي الأكثر ترابطًا، ويحترم فيها الأبناء دور العائلة بشكل أكبر ويعود ذلك إلى عدة صفات اتسمت بها هذه العائلة ومنها:
الصفة الأولى: وجود روابط قوية بين الأفراد في العائلة، أثبتت الدراسات أن الأطفال ينشؤون بشكل أفضل في البيئة العائلية التي يدعم أفرادها بعضهم بعضًا ويعلون من قيمة النزعة العائلية، وكانت إحدى نقاط قوة العائلات المكسيكية هي تمسكهم بالنزعة العائلية، ويظهر تأثير هذا التمسك ملحوظًا في الأطفال، إذ يهتم الأشقاء بعضهم ببعض ويسعى الكبار منهم تحديدًا إلى إرساء نموذج أفضل لأشقائهم الأصغر سنًّا.
وكانت الصفة الثانية الملحوظة في ثقافة العائلة المكسيكية هي احترام كبار السن، إذ تهتم العائلات المكسيكية بإرساء قواعد لمخاطبة الأكبر سنًّا والتعامل معهم، وتهدف هذه القواعد إلى غرس شعور الالتزام تجاه العائلة، فنجد الأطفال أكثر مسؤولية ومساعدة في الواجبات المنزلية، كما يمثلون وسيطًا ثقافيًّا ومترجمًا لعائلاتهم.
أما الصفة الثالثة فكانت انخراط الآباء في عملية التربية، فعلى الرغم من وجود صور نمطية تجاه الثقافة المكسيكية تعمل على إظهار الأب بصورة الأب العامل دائمًا، الذي يتردد في إظهار مشاعره ولا ينخرط تمامًا في عملية التربية، فإنها صور نمطية غير صحيحة، إذ بينت الدراسة أن الآباء يقدرون أطفالهم وينفقون وقتًا أكبر في التواصل معهم، كما يمارسون معهم الأنشطة التقليدية كلعب الكرة مما يعزز الرابطة بين الآباء والأبناء.
وبينت هذه الدراسة أن العائلات المهاجرة لا تتخلص من ثقافتها، وإنما تتبنى القيم الثقافية الحسنة من الثقافة الأخرى من أجل الصمود، مع المحافظة على ما يميزها، ويمكن للتقبل والتفاعلات الإيجابية العابرة للأعراق أن تساعد الجميع على تبني القيم الحسنة بين الثقافات المختلفة.
الفكرة من كتاب هل نولد عنصريين؟ إضاءات جديدة من علم الأعصاب وعلم النفس الإيجابي
يتبادر إلى أذهان معظمنا أن العنصرية والتحيزات انتهت مع الانفتاح الثقافي للمجتمعات والعولمة، التي جعلت التفاعل بين الأعراق المختلفة ليس بالأمر المستغرب، ومع ذلك فالحقيقة أن العنصرية والتحيزات لم تنتهِ، ولا يزال هناك عديد من الصور النمطية السيئة التي تلاحق الأقليات أو الأعراق المختلفة، ويوجد أيضًا التمييز العنصري المبني على الجنس داخل أماكن العمل، وعدم توافر الفرص الأكاديمية نفسها أو العناية الصحية لأعراق دون الأخرى.
فهل من الممكن التغلب على التحيزات العنصرية غير المعلنة؟ وهل يمكن للصور النمطية السيئة أن تختفي؟ وكيف يمكننا تعزيز المساواة داخل المدارس وتربية الأطفال بشكل أفضل؟ وهل يمكن للعنصرية أن تختفي تمامًا أم إننا عنصريون بالفطرة؟
يجيب الكتاب عن هذه الأسئلة وغيرها الكثير من خلال مجموعة من دراسات علم الأعصاب عن السلوك البشري، ونصائح من علم النفس الإيجابي.
مؤلف كتاب هل نولد عنصريين؟ إضاءات جديدة من علم الأعصاب وعلم النفس الإيجابي
سوزان تافتس فيسك: عالمة نفس أمريكية الجنسية، تعمل أستاذ في قسم علم النفس بجامعة برينستون، ولها إسهامات عدة في مجال علم النفس، منها: تطوير نظرية التحيز الجنسي المتناقضة، ولها عدة مؤلفات، منها:
Social Cognition, from Brains to Culture
ديفيد آموديو: عالم أمريكي الجنسية في مجال علم الأعصاب الاجتماعي، ويُذكر له دوره البارز في تطوير المجال.
رودولفو مندوزا-دينتون: أستاذ في علم النفس بجامعة كاليفورنيا، كما يساعد في إدارة مختبر بيركلي للأبحاث النفسية المتعلقة بالعلاقات والإدراك الاجتماعي.
آنيتا فومان: عالمة في مجال الاتصال التنظيمي، حازت على شهادتي الماجستير والدكتوراه من جامعة تمبل، وعملت كأستاذة في جامعة ويست تشيستر.
ميريديث ماران: مؤلفة، وناقدة وصحفية، أمريكية الجنسية، ولها عدة مؤلفات شهيرة، منها:
What it’s Like To Live Now
معلومات عن المترجمة:
جهاد الشبيني: مترجمة وصحفية مهتمة بمجال التعليم وريادة الأعمال، ولها عديد من الأعمال المترجمة، منها:
مغامرات توم سوير.
لماذا الحرب؟ المناظرة بين فرويد وآينشتاين.