ثقافات ينبغي تغييرها
ثقافات ينبغي تغييرها
ليس الهدف في حالة اندماج ثقافات مختلفة مثل رينو ونيسان هو أن تغير ثقافة كاملة لكليهما، بل تغير بما تحتاج إليه في تحسين الأداء وتنفيذ خططك، لا يهم حبك لثقافة بعينها أو أنها لا تتماشى معك، ينبغي أن تظل على شأنها إلا إذا كان تغييرها ضروريًّا لتحسين النتائج، وما فعله كارلوس هو تغيير الثقافات المرتبطة بالمشكلات الخاصة بالشركة والتحالف، وفي حل المشكلات لم يكن يتدخل في كل شيء يحصل، بل لا بد من الاهتمام بالمشكلات الأساسية ومحاولة حلها، فكل مدير ناجح يدرك متى يجب عليه أن يترك الأمور كما هي.
من الثقافات التي كان لا بد من تغييرها:
أولًا: ثقافة الاعتراف، فنيسان كانت تأبى أن تعترف بأنها في خطر رغم ما كانت فيه من خسائر ولم تعترف حتى أنها وصلت إلى مرحلة الطوارئ، ثانيًا: ثقافة إزاحة ونقل مسؤولية أية مشكلة حاصلة إلى شخص آخر، فكل قسم يرى أنه قام بدوره والآخرين هم المشكلة والجميع يتذمر ويقلل من الآخر، ثالثًا: ثقافة نظام الترقي حسب الأقدمية، فقد أفضى ذلك إلى مشكلات كثيرة، فالشباب الجديد رغم كونه يملك مهارات وخبرات يكون راتبه ضعيفًا، ويترقى تبعًا للأقدمية، ولا يوجد ربط بين الأداء والترقية، وبهذا قلت عزيمة المبادرة عند الأفراد وحلت محلها تبعية هرمية ووُجدت كثير من المعارك في توزيع المسؤوليات، رابعًا: ثقافة التوظيف مدى الحياة، وجعله مضمونًا للجميع دون سعي إلى نيل هذه المكانة ومعاملة الجميع على قدمٍ سواء، فلا يجب أن تعامل الجميع بالطريقة نفسها فليس هذا عدلًا، التعامل يجب أن يكون على حسب ما ينجزه الشخص ويحققه، والترقية أو التعيين مدى الحياة تعتمد على الأداء، هكذا يكون العدل.
الفكرة من كتاب التحول: النهوض التاريخي لشركة نيسان
مع نهاية القرن الفائت ختمت شركة نيسان -عملاقة صناعة السيارات اليابانية- دفاترها بخسارات كبيرة، لم تكن خسارات في الربح فقط، بل تراكمت عليها ديون كثيرة، وزاد من وقع هذه المشكلات على الشركة الفقاعةُ الكبيرة التي انفجرت في سوق البورصة اليابانية، وأصبح في النظام المالي الياباني خلل كبير، وسبب ذلك أزمة في نمو الأسواق اليابانية ومن ثم نمو شركة نيسان.
يأخذنا هذا الكتاب للاطلاع على التحالف المشهور الذي حدث بين شركتي نيسان ورينو في نهاية القرن الفائت وبداية القرن الحالي، ويشرح لنا التحول الذي حصل على يد كارلوس غُصن في الشركة التي كانت تتكبد الخسائر لتكون في عام ٢٠٠٤ الشركة الأكثر ربحًا في العالم.
مؤلف كتاب التحول: النهوض التاريخي لشركة نيسان
كارلوس غُصن: عمل في ميشلين وفي سن صغيرة أصبح مديرًا لأحد مصانعها، بعد ذلك أصبح مديرًا تنفيذيًّا ورئيس مجلس إدارة لكل من شركة نيسان ورينو، كما أنه كان المدير العام للشراكة الشهيرة بين الشركتين، هو من أصول لبنانية وولد في البرازيل وتعلم في لبنان وتلقى تعليمه العالي في فرنسا في المجال الهندسي.
من مؤلفاته:
معًا إلى الأبد.
ساعة الحقيقة.
فيليب رياس: صحفي، ومراسل سابق في وكالة الأنباء الفرنسية “فرانس برس” في اليابان، شارك مع كارلوس غُصن في تأليف “ساعة الحقيقة”.