تفاعل الإنسان مع الاكتئاب

لا يُدرك البعض تأثير الحالة النفسية في الجسم نفسه، اعتبارًا منهم أن الحالات النفسية هي حالات غير مادية ويصعب أن تؤثر في الجسم، لكن وُجِد أن الأمراض النفسية بشكل عام، والاكتئاب والقلق بشكل خاص يصاحبهما ما يُعرف بالأعراض النفسجسدية؛ وهي الأعراض والآلام الجسدية التي تكون ناتجة لأسباب نفسية، وأشهر مثال على ذلك هو القولون العصبي، فهناك الكثير من الحالات يكون لديها سبب نفسي لحدوث اضطرابات الهضم، وبهذا عُرِف سبب تسمية القولون بأنه “عصبي”، وهناك أعراض جسدية كثيرة يسبِّبها أيضًا الاكتئاب، مثل تساقط الشعر، والصداع المستمر، وصعوبة التركيز، وجفاف الحلق، وآلام في المفاصل والعضلات، وضعف الرغبة والقدرة الجنسية، وتغيُّر الدورة الشهرية لدى المرأة.

 الحل: 📚📚📚 مكتبة ضخمة جدا 

من الكتب المبسطة والمضغوطة على هاتفك مع تطبيق أخضر

تطبيق أخضر يوفر لك آلاف ملخصات الكتب العربية والعالمية بطريقة مقروءة ومسموعة في أكثر من ١٦ قسم في كافة مجالات الحياة 

حمله الآن 😎

جوجل بلاي -- أبل ستور

وعند النظر في مسار حياة الأشخاص الذين عانوا _أو لا يزالون_ من الاكتئاب، سنجد أن هناك أمورًا كثيرة مشتركة بينهم، فمع بداية إصابة الشخص بالاكتئاب يُلاحظ الأهل والأصدقاء التغيُّر الذي يحدث عليه، ويحاولون التحدث معه بهذا الشأن، لكن ينكر المريض كل ذلك، ويصر على أنه سيكون بخير بنفسه، ودون الحاجة إلى أي مساعدة، ويضغط أفراد الأسرة والأصدقاء المقرَّبون عليه كي يتقرب إلى الله ليخرج من هذه الحالة، فيقتنع الشخص بالكلام لكنه يشعر أنه غير قادر على فعل أي شيء، ويرفض الشخص وأسرته اللجوء إلى العلاج النفسي بسبب قناعات سلبية عنه، وإذا حدث وذهب الشخص إلى الطبيب النفسي يعترض على أنواع العلاجات سواء كانت تناول أدوية مضادة للاكتئاب أو الحجز بالمستشفى.

إذن بالتأكيد ليس كل حزن اكتئابًا، فهناك أنواع مختلفة من الاضطرابات النفسية تقوم بتغيير مزاج الشخص أيضًا، ومن المهم إذن معرفة كيفية التفريق بين الاكتئاب وغيره من اضطرابات المزاج، فالاكتئاب مثلًا في الحالات الشديدة يُصاحبه ما يُعرَف بالأعراض الذهانية أو الفصامية، ولها صورتان وهما: الهلاوس؛ ومعناها استقبال الحواس لأشياء غير موجودة من الأساس، مثل سماعه لشخص يتحدث إليه أو يرى أشخاصًا غير موجودين، والصورة الثانية وهي الضلالات؛ وهي أفكار ثابتة خاطئة عند المريض لا تقبل الجدال، فمثلًا يعتقد أن هناك أشخاصًا يتربَّصون به في كل مكان، وتُسمى هذه الحالة ضلالة الاضطهاد.

هناك مرض واحد عندما يُصاب به البشر يفقدهم جمال روحهم، ويوقف فكر عقولهم، إنه الاكتئاب، الثقب الأسود للنفس، لكن المشكلة أن الثقافة العامة لهذا المرض ليست كافية لمعرفته، ولا وضعه في مكانه الصحيح، ومن هنا يوضِّح الكتاب الفرق بين الحزن والاكتئاب، ومتى يتم تشخيص الاكتئاب، وما أسبابه المختلفة، وأخيرًا يعرض تفاصيل العلاج.

 محمد الشامي: استشاري الطب النفسي، تخرج في كلية طب قصر العيني جامعة القاهرة 2002، وهو حاليًّا المدير الطبي لموقع شيزلونج، والمؤسس لقسم الطب النفسي بمستشفى سرطان الأطفال 75375، وحاصل على جائزة جامعة القاهرة البحثية.

ومن مؤلفاته هذا الكتاب الذي بين أيدينا فقط.