تغيير علاقة الطفل بالطعام
تغيير علاقة الطفل بالطعام
مما يشجع الأطفال على تناول طعام صحي واكتساب عادات صحية، اجتماع الأسرة لتناول الطعام يوميًّا، وفوائد ذلك لا تقتصر على التغذية فحسب، فهي مساحة للمشاركة والحديث والشعور بالأمان وتقدير الذات وتعليم الأطفال آداب المائدة.
ويشجعهم أيضًا على الطعام الصحي إضفاءُ المتعة إلى الوجبات من خلال خلق جو هادئ خالٍ من توجيه التعليمات ووضع القواعد، ومشاركتهم القصص والحوار في موضوعات مناسبة لهم، مع الأخذ في الاعتبار أن الأطفال قادرون على تعلم العادات الصحية، لأن العادات مكتسبة وليست فطرية، ومن الجيد تحديد يوم في الأسبوع يتولى فيه أحد الأبناء تقديم وجبة يختارها ويعدها بنفسه.
والأطفال منسجمون بدرجة كبيرة مع إحساسهم بالجوع والشبع، ومِن ثَمَّ فإن تعبيرهم عن الجوع أو الشبع يكون حقيقيًّا، وينبغي إعطاؤهم الحرية في حالة ترك مائدة الطعام بسبب الشعور بالشبع أو عدم اشتهاء الطعام المقدم إليهم، ويُفيد تحديد أوقات معينة للوجبات الرئيسة وعدم الإكثار من الوجبات الخفيفة، ففي حالة ترك المائدة لا يُقدَّم أي طعام حتى موعد الوجبة التالية، مع الحرص على إعطائهم الوقت الكافي لتناول الطعام ومضغه جيدًا، وأن يكون الوالدان قدوة حسنة لهم.
ويجب عدم الاستسلام واليأس من جعل الطفل يتناول الطعام الصحي، وتكرار تقديمه بشكل منتظم، فالأطفال بحاجة إلى رؤية الطعام الجديد من ١٠ إلى ٢٠ مرة حتى يقرروا تذوقه، وينبغي إعطاؤهم حريتهم في اختيار الأطعمة الصحية التي تتماشى مع التغيرات التي تطرأ على حاسة تذوقهم وتفضيلاتهم، ويفضل الابتعاد عن استخدام الأجهزة الإلكترونية في أثناء الأكل لأنها تجعل عملية الطعام عملية تلقائية، وتمنع الأطفال من الوعي بإحساس بالجوع أو الشبع، ويمكن اصطحابهم إلى المزارع والمخابز وأماكن صنع الأطعمة، مع مدحهم وتشجيعهم على تكرار السلوكيات الإيجابية.
الفكرة من كتاب أريد أطفالًا أصحاء دليل عملي لغرس عادات التغذية ونمط الحياة الصحية في الأطفال
هل سمعت من قبل عبارة: “أنت ما تأكله”؟
نعم، فالتمتع بالصحة النفسية والجسمية الجيدة والنشاط والحيوية هو نتاج ما تتناوله، ويمكن تحقيقه بإجراء تعديلات جوهرية على النظام الغذائي، ومرحلة الطفولة هي الأجدر بالاهتمام وتلبية متطلبات النمو فيها لتنشئة أطفال أصحاء، وفي السطور القادمة سنتحدث عن هذه التعديلات، وكيفية تطبيقها لينعم أطفالك بصحة وحياة أفضل.
مؤلف كتاب أريد أطفالًا أصحاء دليل عملي لغرس عادات التغذية ونمط الحياة الصحية في الأطفال
علياء المؤيد: مؤلفة، واختصاصية تغذية، وباحثة في مجال الوعي والتشافي الفطري، تحولت من مجال العلاقات العامة والإعلام إلى مجال الصحة والتخصص في التغذية في بريطانيا، تقدم استشارات ومحاضرات ودورات في الصحة والتغذية والوعي، كما تظهر في البرامج الإذاعية والتلفزيونية للتوعية الصحية، وتكتب مقالات عديدة في مجال تخصصها، ولديها منصة تعليمية باسم «أكاديمية علياء»، وبرنامج تلفزيوني اسمه «شرايها عليا؟».
ومن أعمالها:
«الديتوكس».
«أريد حملًا صحيًّا: دليلك من أخصائية التغذية لحمل طبيعي ومفعم بالحيوية».