تعديل السلوك الإنساني
تعديل السلوك الإنساني
ممارسة الإنسان لسلوكياته الحياتية هي عملية تأكيدية أن سلوكياته سواء كانت عشوائية أم لا، فهي تعبر عن فكره وقدر ثقافته، وهي عامل مؤثر كبير في التطور الحياتي الذي يمر به المجتمع والجانب الصحي، لذا تغيير أسلوب حياة الإنسان يساعد على تغيير سلوكياته الخاطئة مع تزويده بالثقافة اللازمة لحياته، ويطوِّر سلوكه تبعًا لثلاثة عوامل منها أولًا القناعة، حيث تُبنى الثقافة الصحية على خطوة أولى وهي المعرفة ثم القناعة بتلك المعرفة ثم ممارستها فيحدث بُناءً على ذلك تغيير الممارسات الصحية، وللثقافة الصحية خصائص منها أنها تحتاج إلى وقت طويل حتى تظهر نتائجها، وصعبة لكن نواتجها ثابتة، وقد توجد مشاكل صحية ليس لها حل عن طريق الثقافة والقناعة مثل السمنة والتدخين، والخطوة الثانية هي الظروف البيئية، فتطور وتغير البيئة المحيطة بالإنسان يدفعانه إلى تغير تلقائي في الممارسات الحياتية، مثل وجود مركز صحي متكامل يهتم بالحالات الصحية مع توفير خدمات صحية جيدة واهتمام يجعل لجوء الناس إلى الرعاية الصحية بأنفسهم ومن حولهم تغييرًا تلقائيًّا لممارستهم الصحية، وأيضًا وجود مدرسة يدفعهم إلى الوجود في بيئة مدرسية تغير من سلوكياتهم المعرفية والعلمية وممارسة الرياضة في ملعب المدرسة الخاص ومكتبة التثقيف، وثالثًا فالقانون هو عامل ضابط لكل مهمل وبخاصةٍ ممن لا يجدي معهم نفعًا من أساليب نشر الثقافة والإقناع وغيرها، فيجد قوانين صارمة تضبط سلوكياته التي تؤذي المجتمع من حوله، وليست كل الممارسات الصحية الخاطئة يُناسبها الضبط من خلال القوانين، لكن هناك حالات أخرى تحتاج إلى القانون مثل الأوبئة وصحة البيئة وحوادث السير وتعاطي المخدرات والكحوليات، وهذه العوامل الثلاثة التي تُحقِّق هدف التثقيف الصحي بمثابة سلسلة مترابطة متكاملة لبناء مجتمع واعٍ صحي متطوِّر، وينعكس بالتتابع على صحة الفرد والمجتمع.
وكما يقول الكاتب “إن الفعاليات التثقيفية بأشكالها وأنواعها المختلفة المتعددة يجب أن تنطلق من قاعدة علمية سليمة مبنية على الأرقام والحقائق والمعلومات المُستقاة من دراسات وأبحاث ومن وثائق وسجلات تبيِّن خصائص المشكلة المطروحة بأبعادها، وخصائص الفئة المستهدفة وبالذات فيما يتعلق بتحديد مستوى (المعرفة والاتجاه والممارسة)”.
الفكرة من كتاب الثقافة الصحية
أصبحت حياة الإنسان في تطور متزايد ومستمر، لا يكاد يلاحقها من فرط سرعتها، لكن لكلٍّ ميزة في هذا التطور تُزين حياة الإنسان، إلا أن جانبها المميز هذا يُظهر لنا جانبًا سيئًا آخر في خلال رحلة الكشف عنه، وجانب الصحة في حياة الإنسان تتوقَّف عليه حياة الإنسان واستمراره، فالصحة هي الطاقة المختزنة داخل الإنسان التي مكنته من إقامة الحضارات وصُنع التقدم الهائل التكنولوجي الحديث، لكن هذه الطاقة قد تتبدَّد، ولذا وجب رعايتها والحفاظ عليها، وهناك أمراض حديثة اكتُشِفَت، وقديمة اكتُشِف علاج لها أو تطوَّرت أعراضها، ولكي يقوم الفرد المجتمعي بالكشف أصلًا عن وجود مرض عنده فيجب عليه أن يكون لديه القليل من الثقافة حول الصحة، وأعراض تلك الأمراض، وذلك يرجع إلى أن الأمراض أصبحت أكثر تعقيدًا من ذي قبل والكشف عنها كذلك، وهذا ما يدعونا إليه الكاتب في كتابه حول الثقافة الصحية والتعرف على الأمراض وأنواعها، وسلوك البشر تجاهها.
مؤلف كتاب الثقافة الصحية
الدكتور محمد بشير شريم: طبيب وكاتب في مجال الصحة والطب، ما جعل له بصمة في المكتبة العربية الطبية.