تحريف اللغة والكذب على العلماء
تحريف اللغة والكذب على العلماء
قام شحرور بتوسيع دائرة هجومه لتشمل أهل اللغة والتفسير من أجل إتاحة الفرصة ليتلاعب بمعاني آيات القرآن، فيقول: “انطلق المفسرون وأهل اللغة وأصحاب المعاجم من روح تشخيصية ظاهرية في فهم (حد) الرجم، هذه الروح التشخيصية التي تأخذ اللفظ على وجه الحقيقة وتنكر المجاز، هي التي سدَّت الطريق أمام المفسرين والفقهاء”، فأهل اللغة وأصحاب المعاجم والمفسرون لم يفهموا اللغة العربية وجاء شحرور ليقول لهم: أخطأتم، والسبب من وجهة نظره أنهم أنكروا المجاز!
وهذا الزعم من جانب شحرور هو زعم كاذب، فمعلوم أن السواد الأعظم من أهل اللغة والبلاغة والأصول يقولون بوقوع المجاز في اللغة، ولا ينكرونه، كما أن من أنكره منهم كان إنكاره في حال عدم وجود قرينة قوية تصرف اللفظ عن ظاهره، إلى جانب أن من أثبت وقوع المجاز من العلماء قد فهم منه عكس ما زعمه شحرور، وبالتالي فإن قوله إن إثبات أهل اللغة والفقه للرجم كان بسبب إنكارهم للمجاز، فهو تلفيق وادِّعاء كاذب.
المجاز عند العلماء من أهل اللغة “فرعٌ للحقيقة”، فالحقيقة هي استعمال اللفظ فيما وضع دالًّا عليه أولًا، بينما المجاز هو استعمال اللفظ فيما وضع دالًّا عليه ثانيًا، لنسبة وعلاقة بين مدلول الحقيقة والمجاز، وبالتالي لا يمكن تفسير ظواهر الألفاظ دون قرينة بحجة الغوص في الباطن لأن فعل ذلك الهدف منه تدمير الشريعة، فمثل ذلك الذي قام به شحرور كانت تقوم به الفرق “الباطنية” في الماضي، والتي أصبحت تنتشر أفكارها من جديد تحت اسم القراءة العصرية، ورغم أن الفرق الباطنية كانت تفعل ما فعله شحرور فإنها لم تكن تنسبه للمجاز، لعلمها أنه لا يتسق مع قواعده، وقد أدى بهم تأويل النصوص دون قرينة إلى تحريف ظواهر النصوص حتى خرجوا عنها بالكلية، وقد وصل بهم الأمر إلى القول إن الله موجود وغير موجود فجمعوا بين النقيضين رغم انتسابهم كذبًا إلى الإسلام!
الفكرة من كتاب بؤس التلفيق.. نقد الأسس التي قام عليها طرح محمد شحرور
يستعرض هذا الكتاب منهج واحدٍ من الشخصيات المثيرة للجدل على الساحة العربية، وهو “محمد شحرور” الذي تم تقديمه على شاشات التلفاز على أنه باحث ومفكر ومجدِّد للفكر الإسلامي، ليبيِّن لنا من خلال تتبُّع الأسس التي يقوم عليها منهجه أنه عابث بمفردات اللغة ومعانيها، ويقوم بتحريف معاني ألفاظ آيات القرآن الكريم بوضعه معاني لا تتحمَّلها تلك الألفاظ، إذ لما استحال تزييف كلمات القرآن وتغيير حروفه، لجأ شحرور ومن صار على نهجه إلى تحريف معانيه تحت اسم “قراءة معاصرة” للقرآن، ما أدى إلى إفراغ آيات القرآن من معانيها ومقاصدها مبتدعًا مقاصد ومعاني جديدة ما أنزل الله بها من سلطان، كما يبيِّن لنا الكاتب الأسس الفلسفية الفاسدة التي تبنَّاها شحرور ليُقيم عليها منهجه التلفيقي.
مؤلف كتاب بؤس التلفيق.. نقد الأسس التي قام عليها طرح محمد شحرور
يوسف سمرين: كاتب شاب له اهتمام كبير بالمجال الفكري والفلسفي، وله نشاط نقدي كبير، حيث صدرت له عدة مؤلفات، منها: “موقف ابن تيمية من نظرية الحادث”، و”تناقضات منهجية.. نقد أطروحة عدنان إبراهيم للدكتوراه”، إلى جانب كتابه “بؤس التلفيق”، كما أن له أعمالًا مسموعة مثل: “سلسلة مدخل إلى الفلسفة”.