تحديد البديل المُناسب
تحديد البديل المُناسب
لا يتم اختيار بديلٍ من البدائلِ السابقةِ جُزافًا، بل يتم اللجوء إلى أدواتِ تحليلٍ لتشخيصِ موقف الشركة بدقةٍ.
فهناك أدوات على مستوى النشاطِ الذي تُمارس فيه الشركةُ عملَها، وترتكز على أربعةِ عناصر أساسية وهي منحنى الخبرة، وحصة السوق، ومعدل النمو، ودورة حياة المنتج، فمنحنى الخبرة عبارة عن منحنى يوضح العلاقة العكسية بين حجم الإنتاج وتكلفة الإنتاج، وهذا يعني أن الشركة الأكثر خبرةً، تستطيع الاستفادة من هذه الخبرة، فالمنظمات ذات الخبرة القليلة، تُنتج كمية صغيرة بتكلفةٍ كبيرةٍ لذا عليها زيادة خبرتِها أو مغادرة الصناعة، بينما المنظماتُ ذات الخبرةِ الكبيرةِ قادرةٌ على الاستفادةِ من ميزاتِ الخبرة لإنتاج كميةٍ كبيرةٍ بتكلفةٍ أقل.
وتُعتبر حصة السوق عنصرًا أساسيًّا بجانب منحنى الخبرة، وهي النسبةُ التي تستحوذ عليها الشركةُ من إجمالي المبيعاتِ في فترةٍ زمنيةٍ مُحددةٍ، وزيادة هذه النسبة تدل على قدرةِ الشركة على تحقيقِ تدفق مالي، وتنفيذِ استراتيجيَّة النمو، أما مُعدل النمو فهو مقياسُ زيادة الإيرادات خلال فترةٍ زمنيةٍ مُحددةٍ، ويُستخدم لتحليل معدلِ نمو الشركة، وتحديد ما إذا كان يجب التوسع، وتقليد منتجات المنافسين أو البحث عن أسواقٍ جديدةٍ.
وتختلف الاستراتيجيَّات باختلافِ مراحل دورة حياة المنتج، فتبدأ بمرحلة إطلاقِ المنتج، وهي مرحلة البحث والتطوير، ثُمَّ مرحلة نمو المنتج حيث الانتشار والتوسع حتى يصل المنتجُ إلى حالة النضجِ، حينها تبدأ مرحلة الاستقرارِ، وبمرور الوقت تنخفض المبيعاتُ لتبدأ مرحلة الانكماشِ.
هذه هي العناصرُ الأساسيةُ التي ترتكز عليها الأدواتُ على مستوى النشاطِ، بينما ترتكز مصفوفةُ مجموعةِ “بُوسْطِن الاستشارية” على مستوى الشركة، وتعمل على إعادةِ ترتيب محفظة أنشطة المشروع، من خلال تقسيم المنتجات على أساس النمو والحصةِ إلى منتجاتٍ ذات نسبةِ نموٍّ مُرتفعةٍ وحصةٍ سوقيةٍ منخفضةٍ (يطلق عليها علامة الاستفهام)، وخيارها الاستراتيجيّ الأمثل هو تطويرُ المنتجِ والترويج له، ومنتجاتٍ ذات نسبةِ نموٍّ مرتفعةٍ وحصةٍ سوقيةٍ مرتفعةٍ (وتُسمى بالنجوم)، ويكون خيارها هو الاستمرارُ في النموِّ السريع، بينما في حالة المنتجاتِ ذات نسبة النموِ المُنخفضة والحصةِ السوقيةِ المُرتفعة (التي تُدعى بالبقرة الحلوب) يُفضل تنفيذ استراتيجيَّة الاستقرار، لكن الخيار الأمثل للمنتجات ذات نسبةِ النموِّ المُنخفضة والحصةِ السوقيةِ المُنخفضة (المسماة بالكلاب) هو الانكماش.
الفكرة من كتاب النمو – الانكماش – الاستقرار : كيفية اختيار البديل الاستراتيجي لمشروعك
ظلت شركةُ Bucyrus Erie الأمريكيَّة مُسيطرةً على سوقِ الحفاراتِ الميكانيكيَّةِ، إذ كَانتْ تستحوذ على النسبةِ الكبرى من المبيعات في ظل وجود اثنتين وثلاثين شركة أخرى، ويرجع ذلك إلى تلبيةِ احتياجاتِ مقاولي حفرِ القنواتِ والمشاريعِ الكبيرة، من خلال توفيرِ حفاراتٍ ذاتِ سعةِ استيعابٍ وحمولةٍ كبيرةٍ.
كان الوضعُ مستقرًّا ولا يوجد داعٍ للتغيير، حتى أحدثتْ شركةٌ بريطانيَّةٌ ناشئةٌ تُدعى JC Bamford ثورةً عبر تطوير تقنيةٍ جديدةٍ في الحفارات، تعتمد على نظام قوةِ الدفعِ الهيدروليكي بدلًا من نظامِ الكابلات، وعلى الرغم من إدراكِ شركة Bucyrus Erie للتغيير، تمسكت بتصنيعِ الحفاراتِ التقليديةِ لمجرد أن سِعتَها تفوق سعةَ الحفاراتِ الجديدةِ، لكن بعد مرور عشر سنواتٍ، أصبحت الجرافاتُ الجديدةُ في السعةِ وقوةِ الدفع ذاتها للجرافاتِ التقليديةِ وبنسبِ أمانٍ أكبر، ليتجه عملاءُ Bucyrus Erie إلى النوعِ الجديدِ، وتخسر مكانتَها الرياديةَ.
قررت شركةُ Bucyrus Erie اختيار عدم تغيير أيّ شيء، ولم تُدرك نتيجةَ هذا القرار الخطأ إلا بعد فواتِ الأوان، ولنتجنب هذه الخسارة، نتعرف من خلال هذا الكتاب على البدائلِ الاستراتيجيةِ، وعلى كيفية اختيار البديلِ المناسبِ منها.
مؤلف كتاب النمو – الانكماش – الاستقرار : كيفية اختيار البديل الاستراتيجي لمشروعك
محمد الباز: رائد أعمال مصري ورئيس مجلس إدارة مجموعة شركات الباز، حاصل على درجة البكالوريوس في الهندسة عام ١٩٩٩ من جامعة المنصورة، وعلى درجة الماجيستير في إدارة الأعمال من معهد أستراليا لإدارة الأعمال عام ٢٠١٢، بالإضافة إلى المستوى الأول من شهادة مدير محافظ مالية معتمد لدى هيئة سوق المال من الجمعية المصرية لإدارة الاستثمار، أسس عديدًا من الشركات والمبادرات منها مبادرة “اعمل بيزنس” في عام ٢٠١٢ التي كانت نواة لإنشاء “أكاديمية اعمل بيزنس” في عام ٢٠١٧، التي تضم نخبة من المحاضرين ذوي الخبرة في مجال إدارة الأعمال لتقديم النصائح والعلم إلى أصحاب الأعمال، أطلق أيضًا سلسلة كتب “اعمل بيزنس” من تأليفه، منها:
المسار الوظيفي.
مستهدف المبيعات.
إتقان فن البيع والإقناع.
كيف تُصبح مديرًا ناجحًا ومحبوبًا؟