تأثير مواقع التواصل الاجتماعي
تأثير مواقع التواصل الاجتماعي
جميعنا بلا استثناء نعاني اليوم من التأثير السلبي الذي تركته لنا مواقع التواصل الاجتماعي، فتجد أن نسبة كبيرة من وقتك تضيع على تلك المواقع دون أن تشعر منذ استيقاظك حتى الخلود إلى النوم، هذا الوقت الذي يُهدر يوميًّا لا يقل عن خمس ساعات تقريبًا! فإذا فكرت في كيفية استغلال تلك الساعات بطرق مختلفة ستتمكن حينها من تخفيف استخدام تلك المواقع، ولعل أفضل طريقة هي إيجاد بدائل لهذه المواقع حتى لا تشعر بالملل، مثل إنجاز المهام المؤجلة، أو البحث عن هوايات جديدة.
لم يقتصر تأثير هذه المواقع على إهدار الوقت فقط، فقد أصبحت تمثل تهديدًا للصحة العقلية، إذ تعد أكبر مسبب لمشكلة التشتت وعدم التركيز التي أصبحت شائعة الآن، وأسلم حل للتخلص من تلك المشكلة هو عمل حمية مواقع التواصل الاجتماعي، التي تعني الابتعاد عنها لفترة معينة، ثم العودة إليها ولكن بشكل مختلف. ولا يمكن لأحد إنكار أن هذه المواقع صُممت لجعل الناس مدمنين عليها، وبالفعل نجحت في ذلك، فأصبحنا غير قادرين على تركها أبدًا. ومن أبرز مظاهر إدمانك عليها تقييمك لنفسك من خلال تفاعل الناس مع المحتوى الذي تقدمه سواء بعدد الإعجابات أو المشاهدات، وبالتأكيد هذا المقياس ظالم لك وغير صحيح، كما يعد استخدامك للهاتف بمجرد استيقاظك من النوم أحد أشهر مظاهر إدمان تلك المواقع، ومن المعتقد أن نسبة كبيرة تفعل ذلك، أما أسوأ مظاهر الإدمان فهو التحقق من هاتفك أكثر من مرة خلال عدة دقائق، خوفًا من أن يفوتك شيء.
الفكرة من كتاب الإدمان المسكوت عنه.. تأثير وسائل التواصل الاجتماعي
لقد أصبحنا بلا شك في عالم ممتلئ بمدمني مواقع التواصل الاجتماعي، هذا الإدمان لم يأت بين ليلة وضحاها، ولكنه كان نتاجًا لعوامل كثيرة كسوء استخدامنا لها، لذا أود منك أن تفكر قليلًا مع نفسك في هذه الأسئلة.. “كم عدد الساعات التي تقضيها يوميًّا على هاتفك؟ هل تنتقل من تطبيق إلى آخر بلا هدف واضح، حتى إنك في بعض الأحيان تجد نفسك “تسكرول” فقط؟ متى كانت آخر مرة استمتعت مع من حولك باللحظة التي تعيشها دون توثيقها على تلك المواقع؟” إجابات هذه الأسئلة تحتاج إلى تفكير عميق؛ حياتنا قصيرة وأهم بكثير من أن نضيعها وسط عالم افتراضي إذا انقطعنا عنه لن يفوتنا شيء.
مؤلف كتاب الإدمان المسكوت عنه.. تأثير وسائل التواصل الاجتماعي
ذكرى فهد عبد الرحمن البليهد: كاتبة سعودية، من أشهر مؤلفاتها كتاب أَنجم.