بين العقاب والعنف
بين العقاب والعنف
العقاب سلوك تهذيبي تعزيزي للطفل، وكما يقول الكاتب: “إن عملية العقاب كلما قلت، زاد مفعولها وأثرها في عملية تهذيب السلوك، والعقاب بصورة عامة يعلم الطفل ما هو ممنوع، ولا يعلمه ماذا يفعل، لذا وجب علينا دائمًا تقديم الشرح والتفسير لأسباب العقاب وإعطاء البدائل السلوكية المرغوبة وتعزيزها”، وقد جاء العقاب على الصلاة في الإسلام حين قال النبي (صلى الله عليه وسلم): “مروا أولادكم بالصلاة إذا بلغوا سبعًا، واضربوهم عليها إذا بلغوا عشرًا، وفرقوا بينهم في المضاجع”، والضرب هنا خفيف فقط لتعديل السلوك ومُحدَّد بفئة عمرية معينة ليفهم ماهية العقاب فيكون له تأثير في السلوك.
والمرحلة العمرية من تسع سنوات إلى اثنتي عشرة سنة تُسمى طفولة متأخرة، أو قُبيل المراهقة، ويتميَّز فيها الطفل بسلوكيات أكثر جدية، وتعلم معايير أخلاقية وسلوكية لازمة لشؤون حياته، وهو تمهيد لمرحلة المراهقة، واعتبر علماء النفس أن هذه المرحلة أكثر مرحلة لمراقبة النفس الذاتية، ونمو التفكير الاجتماعي والمُجرد، والتفسير، وملاحظة الفروق الفردية، وزيادة التركيز، وتطور الذاكرة والفهم، لكنه ما زال يحتاج إلى سلطة الوالدين من الحزم والحنان لأنه يظل غير ناضج بالقدر الكافي وخبراته قليلة، ولا يجب استخدام العقاب كأداة تعليمية تربوية، لكن إدخال الثواب أيضًا لتشجيعه وزيادة ثقته بنفسه وقدراته لأن المدح عامل أقوى للتأثير في السلوك من الذم والعقاب، ولا ينبغي أن يصل العقاب إلى عقاب جسدي شديد أو لفظي فيتحول إلى عنف لكيلا يؤثر في نفسية الطفل، فيزيد من شعوره بالكره والخجل والضعف وفقدان الثقة بالنفس.
والعنف قد يكون لفظيًّا أو جسديًّا وله مآلات كارثية فتولد طاقة كبيرة من العنف المقابل والغضب والشعور بالنقص، وذلك يكون في الغالب بسبب تسلط أحد الوالدين (عنف أسري)، أو الأخ الأكبر أو المعلم أو أصدقاء السوء أو المجتمع نفسه، وانتشار أفلام العنف أحد أسباب انتشار العنف في القول والفعل في المجتمعات وبين الأسر، والقسوة الزائدة من الوالدين في التربية.
الفكرة من كتاب كيف أتعامل مع طفلي؟
بنسبة كبيرة علينا أن ندرك أن علم التربية قائم على التعلم وغرس القيم من قِبل الوالدين أو حتى المعلمين وكل مُختص أو شخص يتعامل مع أطفال بشكل تعليمي أو تربوي، وأصعب مرحلة في مراحل التربية هي المرحلة الأولى للطفولة المبكرة عند الوالدين؛ لذا عليهما التنبُّه لسلوكيات أطفالهم وفهمها وفهم كيفية التعامل معها بشكل صحيح لكيلا يترك أثرًا سيئًا بالطفل، وفي كتابنا هذا يضع الكاتب بين أيدينا مشاكل التربية وكيفية التعامل مع سلوكيات الأطفال ومراحل نمو الطفل ومراحل إدراكه.
مؤلف كتاب كيف أتعامل مع طفلي؟
الدكتور بديع عبد العزيز القشاعلة: كاتب وشاعر فلسطيني من مواليد عام 1975 في النقب، وأكمل درجة الماجستير في علم النفس الكليني بامتياز، وكتب رسالة الدكتوراه في علم النفس الطبي والسيكوفيزيولوجي، وهو رئيس قسم التربية الخاصة في الكلية.
حاصل على الإجازة من وزارة الصحة للعمل أخصائيًّا نفسيًّا تربويًّا متخصِّصًا، وقد عمل زمناً طويلاً في قسم الخدمات النفسية في مدينة رهط، ويعمل أيضاً اليوم كمدير قسم رياض الأطفال في بلدية رهط، ويدرِّس في الكلية الأكاديمية للتربية على اسم “كي” في بئر السبع لتأهيل المعلمين مواد علم النفس والتربية الخاصة والتربية بصورة عامة، وهو كذلك مرشد تربوي.
له العديد من الدواوين الشعرية منها: “صخب كلمات”، و”عنفوان الهمس”، و”ذاكرة المطر”، و”أنين الصمت”، و”وجع الروح، و”عبر نافذة الوطن”.
وله أيضاً مؤلفات في علم النفس منها: “جولة في علم النفس”، و”زوايا إسلامية من وجهة نظر سيكولوجية”، و”طفلي مشكلجي”، و”تحديات”.
وله مجموعتان قصصيتان: “السائر في الدرب”، و”حكايات من مدرسة”.