امتلاك القائد القدرة على المجازفة
امتلاك القائد القدرة على المجازفة
إن إظهار القائد لنفسه ينطوي دومًا على بعض المجازفات، وبخاصةٍ المجازفات الشخصية، فأن تكون قائدًا فعالًا دون مجازفة شخصية هو وهم خطير جدًّا، ومن ثمَّ فإن العلاقة التي تربط القيادة والمجازفة الشخصية تقوم على إدراك أن القيادة هي من أجل هدف، والحِرص عليه، والإيمان بأن المؤسسة التي يقودونها تستطيع تحقيق أهدافها المحدَّدة، والحِرص المطلوب من أجل الحفاظ على الهدف هو (التعاطف القوي) الذي من خلاله يمنحون الناس ما يحتاجون إليه وليس ما يُريدونه، ولا ينسون أبدًا المهمة والهدف والناس، فالتعاطف القوي يتجاوز الاهتمام اللبق بالفريق، إذ يُعد مُحصلة الحِرص الفعلي الذي يوازن بين احترام الفرد وبين المهمة قيد الإنجاز والهدف الأعلى المشترك، فلا يكون القائد مجرد لاعب دور، بل قائدًا فعَّالًا وأصيلًا.
وهناك نمطان من التفكير هما ما يدفعان الأفراد إلى القيام بالمجازفات، وهما: القيادة التفاعلية، وفيها يندفع الأشخاص بغرض السيطرة والهيمنة أو إغواء الآخرين من أجل المحافظة على المصالح الشخصية، والقيادة التحويلية، وفيها يتم تنظيم القوة بين الأفراد في إطار هدف أو فكرة، أي من خلال زاوية ثالثة، فالقادة التحويليون لا يميلون إلى أن يسألوا: هل سنفوز؟ بل يميلون إلى السؤال: سنفوز من أجل ماذا؟ لذلك يصبحون قادة جيدين، لأنهم لا يتضايقون من المجازفات الشخصية التي تهدِّد بقاءهم من أجل ملاحقة هدف رفيع، وقد عبَّر عن ذلك رجل اليخت “بين جوس” بقوله: أنت هنا لكي تخدم هدفًا، والقارب ليس هنا لكي ينقلك حول العالم، بل أنت هنا لكي تنقل القارب حول العالم، هذه هي القيادة.
وتكمن المجازفة الشخصية في المهارة الحقيقية للقائد عند اختياره أي نقاط الضعف التي يجب أن يكشفها عن نفسه والكيفية التي يجب أن يكشفها بها، ومتى يكشفها، فهذا فن مُتقن يرتبط على نحو وثيق بالقدرة على الإحساس بمتطلَّبات المواقف المختلفة، وقد يقول البعض إن القادة الذين يُضرَب بهم المثل، قد وصلوا إلى مواقع قوية تمكِّنهم من التعبير عن ذواتهم دون خوف أو بخوف أقل، لكن في الحقيقة الأمر ليس كذلك، إذ إن هؤلاء القادة قد طوَّروا من أنفسهم ووصلوا إلى هذا المستوى في مرحلة مبكِّرة من حياتهم المهنية، ولم يحتفظوا بها كلها حتى وصولهم إلى القمة، فمن غير الممكن سحب التعبير الشخصي والقيم الشخصية إلى وظيفتك ثم إطلاقها فجأة، وبناءً على ذلك فإن القدرة على القيام بالمجازفات الشخصية لا تقتصر على من في القمَّة أو بالقرب منها، ومن ثمَّ فإنه لكي تعمل نقاط الضعف الشخصية يجب أن تكون حقيقية، ولكن لا بد من ملاحظة أنه في حال كان الضعف محوريًّا لأداء المهمة، فإنه بذلك يكون عيبًا مهلكًا.
الفكرة من كتاب كيف تكون قائدًا أصيلًا؟ القيادة العظيمة تقتضي أن تكون نفسك بمهارة
يُركِّز الكتاب على شرح الأصالة والقيادة الأصيلة في ظل اضطرابات الحياة الحديثة، إذ أصبح الأفراد لا يشعرون باليقين والأمان والاستقرار في ظل قيادة غير حقيقية، ما شكَّل تهديدًا للعمل والأسرة، لذلك بدأ الطلب يزداد ويتنامى في جميع المؤسسات على القيادة الأصيلة، فالمؤسسات والشركات لم تعُد في حاجة الآن إلى لاعبي الدور، والذين يُحاكون الآخرين، بل أصبحت في حاجة إلى أولئك الذين يكونون أنفسهم.
مؤلف كتاب كيف تكون قائدًا أصيلًا؟ القيادة العظيمة تقتضي أن تكون نفسك بمهارة
روب جوفي: هو أستاذ السلوك المؤسساتي في مدرسة لندن لإدارة الأعمال، وقد نشر العديد من الكتب والمقالات في مجالات بحثية وإدارية مختلفة.
جاريث جونز: هو أستاذ زائر في (إنسيد) وزميل في مركز الإدارة والتنمية في مدرسة لندن التجارية، وعمل مديرًا للمصادر البشرية والاتصالات الداخلية في هيئة الإذاعة البريطانية، وله مقالات منشورة في مجلة الإدارة الأوروبية.
وقد اشترك المؤلفان معًا في تأليف كتاب “شخصية شركة”، إلى جانب كتاب “كيف تصبح قائدًا أصيلًا؟”.
معلومات عن المترجم:
أسامة إسبر: هو أديب ومترجم سوري، من مؤلفاته:
شاشات الشعر.
ميثاق الموج.
مقهى المنتحرين.
معلومات عن المترجم:
أسامة إسبر: هو أديب ومترجم سوري، من مؤلفاته:
شاشات الشعر.
ميثاق الموج.
مقهى المنتحرين.