النجاح الاجتماعي

النجاح الاجتماعي
ينتقل الكاتب هنا إلى عنوان مهم وهو النجاح في العلاقات الإنسانية، ويأتي معظم ما يذكره في هذا الباب تلخيصًا لكتاب آخر هو “كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر في الناس”، وعلى أية حال فإن النجاح في العلاقات الإنسانية من النجاحات المهمة التي تضيف إلى حياة الإنسان نوعًا من الراحة والاستقرار الاجتماعي، وعلى العكس من ذلك فكم من أناس تعكرت حياتهم وتوقفت أحيانًا لعلاقات اجتماعية مضطربة، وبشكل عام يمكننا أن ننظر إلى العلاقات الاجتماعية على أنها أمر يمكن تعلمه واكتسابه، جرّب مثلًا أن تحاول أن تمنح الناس تقديرًا واحترمًا وأن تُظهر اهتمامًا بهم بشكل عام، أن تعاملهم بكرم أخلاقك كما تُحب أن تُعامَل أنت، حاول ألا تلقي اللوم على صديقك أو قريبك كل مرة تقابله، تلطف إليه بعبارات الود مثلًا حتى لا تحبسه في ركن الدفاع عن نفسه،أيضًا كن منصتًا جيدًا، الجميع يريد أن يتكلم ويشتكي لكن لا أحد يريد أن يستمع، أن تكون مستمعًا جيدًا فهذه مهارة يرغب فيها الناس كثيرًا، من ثم ستنال ودهم، وعلى الطرف الآخر ستصبح مع الوقت متحدثًا ومحللًا جيدًا أيضًا وتستطيع مساعدتهم وتقديم النصائح لهم.

كثير منا يكون غرضه من الحديث أصلًا أن يجذب الانتباه إليه، أن يعرض وجهة نظره ويلقى لها قبولًا واستحسانًا، لذا حاول إن كنت متحدثًا ألا تجادل ولا تقاطع ولا تعترض على وجهات نظر الآخرين، اترك لهم مساحة من التعبير عن أفكارهم وآرائهم أيضًا، وإن تبين لك خطأ تفكيرك فلتكن لديك سعة وتقبل التراجع عنه، في النهاية قد تكون مشكلتك أصلًا أنك أسأت عرض وجهة نظرك!
بالطبع لا يمكننا أن نُغفل هنا النجاح الأسري بخاصة بين الزوجين، فما معنى أن تكون ناجحًا مع جميع الناس ومخفقًا في علاقتك بنصفك الآخر! هنا بعض القواعد التي تساعدك على ذلك، الاهتمام أولًا وأخيرًا، ربما يكون الاهتمام هو القاعدة الأم التي تندرج تحتها كل القواعد الأخرى فهي تبدأ منه وتنتهي إليه، الاهتمام بنفسك بشريكك بما يقدمه وما يفعله وبما يحبه، الاهتمام بأفكاره والإنصات له والاهتمام بنفسك من أجله، والقائمة تطول ولا تنتهي.
الفكرة من كتاب فن التفوق والنجاح
خُلق الإنسان مريدًا وراغبًا وساعيًا، إلى الخير أو الشر لا يهم هذا الآن، المهم أن تفهم أن في أصل تكوينك إرادة ورغبة.. تريد الطعام، تريد الشراب، تريد النوم، تريد الراحة، تريد اللعب، تريد مالًا، تريد زوجة وأبناء.. وهكذا، لذا لا تصدق من يقول لك أنا لا أريد أن أفعل شيئًا ولا أحقق شيئًا، لأنه في حقيقة حياته يفعل ذلك، اختلاف مسميات فقط، تلك احتياجات تنطلق من إرادات تتبعها أفعال، والنجاحات الأخرى الُمتعارف عليها من نجاح دراسي أو نجاح مادي أيضًا تنطلق من إرادات وتتبعها أفعال، لذا تجد فصولًا في الكتب التي تتحدث عن النجاح وتحقيق الأهداف تحت مسمى النجاح في اكتساب العلاقات، والنجاح مع الأسرة أو الزوجة والأبناء وهكذا، لذا فالمفهوم واسع.. إرادة وحركة، أما النتائج فذلك موضوع آخر لا يحب الكثير منا التطرق إليه، لأنه يشمل احتمالات والاحتمالات لا يحبذها الكثير، أم أقول لك إننا نسعى نحو الكمال الإنساني! تعال نتجول معًا بين ثنايا هذا الكتاب البسيط لنفهم أكثر.
مؤلف كتاب فن التفوق والنجاح
أحمد البراء الأميري، وُلدَ في 7 أغسطس 1944 في لبنان، وفي عام 1967 حصل على ليسانس الآداب في اللغة الإنجليزية من جامعة دمشق وليسانس الشريعة عام 1972، كما حصل على ماجستير الدراسات الإسلامية من جامعة الإمام محمد بن سعود عام 1982.
درّسَ اللغة الإنجليزية في سوريا والسعودية، وعمل في الترجمة لمدة ثلاث سنوات، كما درّسَ اللغة العربية لغير الناطقين بها لمدة عشر سنوات، ويُدرِّس الثقافة الإسلامية بجامعة الملك سعود، وأما عن التأليف فقد نُشرت العديد من مقالاته وقصصه المترجمة وقصائده في المجلات والصحف العربية مثل: الفيصل والمجلة العربية والمسلمون والبلاغ والمجتمع وأهلًا وسهلًا، كما شارك في عدد من المؤتمرات الأدبية والإسلامية، ومن مؤلفاته:
اللياقات الست: دروس في فن الحياة.
أيها الأصدقاء تعالوا نختلف.
أريد أن أعيش أكثر من حياة.