المُذنَّبات والشُّهب

المُذنَّبات والشُّهب
ذوات الأذناب هي أجسام كبيرة الحجم قليلة المادة، تقترب إلى الشمس إما من مكان بعيد جدًّا عن الكواكب وإما من مكان قريب داخل فلك المشتري، والمذنَّب هو جسم منير يتكوَّن من رأس ونواة بداخلها، وذيل ممتد من الرأس، ويمكن رؤية الرأس كبيرًا كالقمر أو صغيرًا كالنجم بسبب بعد المسافة، وقد يخلو الرأس من النواة، أو تتصل به غشاوة بدلًا من الذيل الطويل، وعندما يقترب المذنب من الشمس يصغر الرأس ويطول الذيل بتمهُّل، ويقصر الذيل بابتعاد المذنب عن الشمس، والمذنب لا يحجب رؤية النجوم الصغيرة وراءه باستثناء النواة، وقد يزداد لمعانه لدرجة رؤيته في النهار، وهو ليس ثابتًا في أفلاك، بل يتغيَّر سيره بحسب موقعه وجذب الكواكب له، وتسمى حينئذٍ المذنبات المأسورة، وكوكب المشتري جذب ثلاثين مذنَّبًا وزحل اثنين وأورانوس ثلاثة ونبتون ستة، وتمثِّل هذه المذنبات المأسورة فئة من المذنبات، والفئة الأخرى هي المذنبات التي تسير في جهة واحدة وتتبعها المذنبات الأخرى.

الشهب هي التي يتم رؤيتها في الليل تسقط من جهة في السماء وتختفي في الجهة الأخرى، وتكثر رؤيتها كل ثلاث وثلاثين سنة وربع سنة، وهي أجسام صغيرة تدور حول الشمس فإذا اقتربت من الأرض جذبتها الأرض إليها واشتعلت في الهواء فتظهر كالكوكب المنير، وإن كانت صغيرة الحجم جدًّا فإنها تشتعل في الهواء وتتبدَّد قبل وصولها إلى الأرض، أما إن كانت كبيرة الحجم فإنها تسقط إلى الأرض وتسمَّى بالنيزك أو الرُّجُم، فالنيازك شهب كبيرة تسقط إلى الأرض، وتنفجر ويكون لانفجارها صوت شديد، والرجم شهب أو نيازك تصل إلى الأرض كحجارة معدنية، والشهب والنيازك والرجم مُرَكَّبة من عناصر مثل العناصر الأرضية وتدور في أفلاك واسعة حول الشمس مجتمعة في حلقات أو أقواس.
الفكرة من كتاب بسائط علم الفلك وصور السماء
علم الفلك هو أول علم بحث الإنسان في قواعده وأدق علم وصل إليه الإنسان، وقد يستثقل الفرد البحث والقراءة فيه ويصعب عليه فهمه، وقد بسط العالم يعقوب صروف هذا العلم ليفهمه العامة، وبأسلوب بديع يعرض الكاتب ما توصَّل إليه العلماء في علم الفلك، ومظاهر الكون المختلفة، بعد قراءة هذه البسائط لن تمرَّ عليك مظاهر الكون مرار الكرام، وسوف تستشعر بداخلك عظمة وإبداع الخالق.
مؤلف كتاب بسائط علم الفلك وصور السماء
يعقوب صروف: عالم وأديب وصحفي لبناني، من أبرز رجال النهضة العلمية الحديثة، ولد في لبنان عام (١٨٥٢) وانتقل إلى مصر عام (١٨٨٥)، وهو حاصل على درجة البكالوريوس في العلوم وعلى درجة الدكتوراه في الفلسفة، قام بتدريس العلوم والرياضيات والفلسفة لمدة أحد عشر عامًا في الكلية السورية في بيروت، وتولى رئاسة جمعية شمس البر في بيروت ورئاسة المجمع العلمي الشرقي، وأسهم في نقل العلوم والمعارف إلى اللغة العربية، أصدر مجلة “المقتطف” بالتعاون مع الدكتور فارس نمر التي تنوَّعت موضوعاتها بين الأدب واللغة والعلوم الحديثة وكانت تنشر مقالات لنخبة من الكتاب، وقد قام بنشر العديد من المقالات العلمية، وأبدع في كتابة مقالات المجلة مثل “نوابغ العرب والإنجليز”، وكانت أبرز ما تركه في الأدب والعلم، وأشرف عليها حتى وفاته.
من مؤلفاته كتاب “أمير لبنان”، و”فكتوريا ملكة الإنجليز وإمبراطورة الهند”، وقام بترجمة العديد من الكتب، ومنها: “سر النجاح”، و”الحرب المقدَّسة”.