المدرسون والتساهل والضغط النفسي على الطفل
المدرسون والتساهل والضغط النفسي على الطفل
في عصر التساهل في التربية الذي نعيشه، يُنظَر إلى دعم الطفل على أنه تزويد الولد بكمية كبيرة من المعلومات، فإذا كان الطفل قادرًا على التعلم في سن السابعة، فلمَ لا نعلمه في سن الخامسة، حتى وصل الأمر إلى أن هناك من يريد تعليم الأطفال الرُضَّع! فصار الطفل مُتخمًا بالمعلومات التي لا يعرف كيف ومتى يستخدمها، فصار الطفل مُثقلًا بمعرفة عديمة الجدوى، بل تعوقه ولا تفيده، لذلك يجب أن تكون المعلومات التي يتلقَّاها الطفل مرتبطة بحياته العاطفية، وأن تكون ذات معنى بالنسبة له، ولكي يتم ذلك يجب أن نتواصل مع الحس والتفكير السليم وحاجات الطفل من أجل أن نعرف متى نقدِّم له المعلومات ومقدار ما نقدِّمه له وفي أي عمر.
إلى جانب ما يقوم به الأهل، نجد أن المدارس وقعت فريسة (أفضل مدرسة)، وبات التعليم مشروعًا تجاريًّا بعد أن كان مشروعًا تعليميًّا تربويًّا، فالطفل الذي عليه أن يستمتع بطفولته أصبح مديرًا صغيرًا يحتاج إلى البدء في حياته المهنية! لذلك لا ينبغي لنا أن نستغرب شعور الأطفال والمراهقين بالتعاسة واضطراب المزاج والقسوة وعدم الرحمة، فالضغط النفسي يزداد يومًا بعد يوم على الأطفال، وبالتالي أضحى لا غنى عن وجود المعالجين النفسيين في المدارس، والذين صار عددهم غير كافٍ لعلاج هذا العدد الكبير من التلاميذ! ورغم كل ذلك لم يقف أحد لحظة ليسأل ما السبب وراء اكتئابهم وعدم رغبتهم في العيش أو التفكير!
كان “روجر” طفلًا عمره 9 سنوات، يعمل والداه دوامًا كاملًا، وقد شخَّص المعالج النفسي حالته على أنه (عارض قلة القدرة على التركيز ADD) ووصف له دواء “الريتالين”، كما طلب من والدته أن تخصِّص بعض الوقت لابنها لتساعده على حل واجباته، قرَّرت الأم العمل بدوام جزئي لرعاية ابنها، كما أخذ الطفل الدواء لمدة ثلاثة أشهر، ثم قرَّرت الأم التوقُّف عن إعطاء الطفل العلاج دون الرجوع إلى الطبيب النفساني، ولكنها استمرَّت في رعايته، بعد سنة تحسَّن روجر وارتفع معدَّله، كل ذلك برعاية الأم والجلوس مع طفلها ورعايته، إذ إن غياب الأهل عن البيت يسبِّب ضغطًا نفسيًّا على الطفل، لذلك لا بد أن يخصِّص الوالدان جزءًا من وقتهما لأبنائهما.
الفكرة من كتاب هل نربي أولادنا أم نفسدهم؟
تبين الكاتبة في هذا الكتاب الآثار السلبية والإيجابية لكلٍّ من نظامي التربية المتبعين، وهما النظام الاستبدادي في التربية، والنظام المتساهل في التربية، وتبين أن كلا النظامين أضرارهما أكثر من نفعهما، وتوضح أنه لا بد من نقطة وسط بين النظامين تقوم على الاستفادة من الآثار الإيجابية في كلا النظامين.
مؤلف كتاب هل نربي أولادنا أم نفسدهم؟
روزا باروسيو: هي دكتورة متخصِّصة في العلاقات الإنسانية والتربية، ومدربة ومحاضرة في العديد من الدول منها: الولايات المتحدة والمكسيك وأوروبا وأمريكا الجنوبية وآسيا، لديها 30 سنة من الخبرة في مجال تربية الأولاد وتوجيه العائلات.
معلومات عن المترجمة:
آمال الأتات: كاتبة ومذيعة ومترجمة.
من مؤلفاتها:
العلاجات الطبيعية للحرقة ولارتداد أسيد المعدة.
أهم 365 نصيحة تحتاجها كل امرأة.
ومن ترجماتها:
أنقذوا الطفل في داخلكم.
اعمل أقل تنجح أكثر! الكسل هو سر النجاح.
هل نربي أولادنا أم نفسدهم؟