المحبة إخلاص
المحبة إخلاص
يتمحور تصوُّرنا عن الإخلاص في صور خيالية غير واقعية ولا موضوعية من حكايات تدفُّق الحب المستمر المتضاعف بعد الزواج وقصص ألف ليلة وليلة، لكن الواقع والحياة العملية تقول بخلاف ذلك فهي لا تستثني ديمومة الحب ولكنها تؤكد تغيير شكله وترجماته بعد الزواج، وربما هذا ما دفع “لانجدون ميتشيل” لقول عبارته المعروفة: “إن الحب عشرة أجزاء ثلاثة منها للحب، وسبعة لغفران الخطايا”.
والإخلاص في الحب ليست وعودًا قبلية -قبل- دخول ساحة المعركة بالبقاء في السراء والضراء وحتى الموت، إنما الإخلاص الحقيقي داخل المعركة وفي الميدان بالإصرار على القتال من أجل بقاء هذه المؤسسة والمدافعة عن هذه الشراكة والتضحية دونها.
الحب التزام بقرار يعبر عن حياة بأكملها قادمة يكرِّس فيها كل طرف نفسه للطرف الآخر، ومن العجيب في هذا الشأن أن الدراسات أثبتت أن الزوجين حين يكرِّس كل واحد منها نفسه للآخر يكونان أكثر قدرة على مقاومة مشاكل الحياة وأشد تماسكًا وقوة.
لذا يعتبر الالتزام بالحب أهم من الوعود المقطوعة حياله لأنه الرابطة الأسمى والأكثر قداسة من عقد الزواج نفسه، إذ لا شيء يغذِّي الإخلاص بغض النظر عن الحالة الشعورية أكثر من استذكار حالة الالتزام الحاضرة بالمحافظة على العقد وتجنُّب المقامرة أو المغامرة به، واستحضار المسؤولية تجاه هذا الالتزام والحرص على عدم نكثه أو نقضه، فهو الضمان الوحيد للإخلاص مهما كانت سلطة المغريات الخارجة قوية ومؤثرة، وهذا ما يصفه “روث سينتر” بقوله: “ستجد أن النمل يلدغ، والبعوض يعض، وأنك تصاب بسوء الهضم بسبب سلطة البطاطس؛ لكن في النهاية ستقول لشريكك: “معك للأبد” لأن الحب هو اختيارك الذي اتخذته.
الفكرة من كتاب أحبك أكثر
ليس هناك حياة زوجية تخلو من المشكلات، والحياة بصفة عامة تعرِّضنا للأزمات التي تختبر علاقتنا الزوجية كل يوم، إذ يحمل مشروع الزواج على عاتقه حلم تحقيق الطمأنينة المشتركة والسعادة الجماعية ويطمح في تحقيق الشراكة وتحمل العبء والتفكير والتضحية من أجل الآخر.
وبما أن المشكلات والامتحانات اليومية واقع لا بد منه فإن هذا الكتاب يحاول تحويل هذه المشكلات إلى أرضية جديدة ومشتركة تسعى لتعميق العلاقة بين الزوجين وتقريب المسافات وسد الفجوات التي قد تحدثها رتابة الحياة وروتينها الممل فيما بينهما، أملًا في دفع كل زوج باتجاه الآخر ليعبِّر له عن محبته كل يوم بالفعل والقول والاحتواء رغمًا عن كل الأزمات والظروف أكثر وأكثر.
مؤلف كتاب أحبك أكثر
الدكتور “لايس باروت” وزوجته الدكتورة “ليزلي باروت” باحثان في مجالات تطوير العلاقات الزوجية وصاحب المؤلفات الأكثر مبيعًا، وقد حصل على الدكتوراه في علم النفس من جامعة نورث ويست، ومؤسس معهد باروت للعلاقات الصحية في جامعة أوليفيت نازاري.
أسس وهو وزوجته الدكتورة ليزلي باروت مركز تنمية العلاقات في جامعة سياتل باسيفيك، كما حصلا على عدد لا بأس به من الجوائز بعد إصدار كتابهما “أحبك أكثر”.