المحاولات الأولى لتكوين دولة جديدة
المحاولات الأولى لتكوين دولة جديدة
كان محمد بن مشاري وخاله عبد العزيز بن محمد بن سعود ممن تركوا الدرعية بعد احتلالها من قبل إبراهيم باشا، واستقروا في بلدتهم العُيينة التي كانت مقر إمارتهم.
وعندما انسحب إبراهيم باشا من الدرعية عائدًا إلى مصر عام 1235 هـ، بعد أن تأكد من قضائه على أي أمل في نفوس سكان الدولة السعودية من استعادة دولتهم، قدم محمد إلى الدرعية وبدأ في إعادة بنائها، وجذب القادة المحليين لدعمه، لكن بعض الزعماء النجديين شعروا بالتهديد واتصلوا بزعماء بني خالد لمواجهته.
وفي هذه الأثناء، قاد ماجد بن عُريعَر قواته إلى نجد وجمع دعمًا من الخرج والرياض وحريملاء لمواجهة التهديد المحتمل، لكن بذكاء، أرسل محمد بعض الهدايا إلى ماجد وأخبره أنه يتبع السلطان العثماني، مما أدى إلى عودة الزعيم الخالدي وتخليص محمد من الخطر الذي حدق به.
وبالرغم من نجاحه، واجه محمد تحديًا غير متوقع عندما هرب شقيق الإمام عبد الله -مشاري بن مسعود- من مصر ووصل إلى الوشم، حيث انضم إليه أعوان من مناطق نجدية مختلفة وانتقل إلى الدرعية، دون مقاومة من محمد الذي اضطر إلى التنازل عن الحكم.
ومع دعم تركي بن عبد الله آل سعود، جمع مشاري بن سعود قواته ووسع نفوذه في الخرج، لكنه في النهاية وقع في انتكاسة بعد أن احتال عليه محمد وغادر الدرعية، وبفضل دعم فيصل الدويش -زعيم قبيلة مطير- تمكن محمد من العودة إلى الدرعية واعتقال مشاري بن سعود، ثم توجه إلى الرياض واستولى عليها، بينما غادر تركي بن عبد الله السعودية عند اقتراب محمد وأتباعه.
الفكرة من كتاب تاريخ المملكة العربية السعودية: الجزء الأول
اعتاد الباحثون والمؤرخون الذين يدرسون تاريخ المملكة العربية السعودية تقسيم تاريخها ثلاث فترات رئيسة، تبدأ الأولى بمبايعة الشيخ محمد بن عبد الوهاب للأمير محمد بن سعود في عام 1744م، وتنتهي باستسلام الإمام عبد الله بن سعود لإبراهيم باشا في عام 1818م، وتُعرف هذه الفترة بـ”الدولة السعودية الأولى”.
أما الفترة الثانية فتبدأ مع نجاح الإمام تركي بن عبد الله في طرد جنود الحامية التابعة لمحمد علي من نجد في عام 1824م، وتنتهي بانتصار الأمير محمد بن رشيد على الإمام عبد الرحمن بن فيصل في عام 1891م، وتُعرف هذه الفترة بـ “الدولة السعودية الثانية”. هاتان الفترتان تشكلان محور البحث والدراسة في الجزء الأول من تاريخ المملكة العربية السعودية.
أما الفترة الثالثة، التي تبدأ باستيلاء عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود على الرياض سنة 1902م، وتُعرف بالدولة السعودية الثالثة، فهي محور حديث الجزء الثاني من هذا الكتاب.
مؤلف كتاب تاريخ المملكة العربية السعودية: الجزء الأول
عبد الله الصالح العثيمين: مؤرخ سعودي وُلد عام 1355هـ الموافق 1936م في عنيزة بالمملكة العربية السعودية حيث تلقى تعليمه الأولي، تخرج في قسم التاريخ بجامعة الملك سعود بالرياض، ثم حصل على الدكتوراه من جامعة أدنبرة سنة 1972م، وعمل في جامعة الملك سعود عضوًا في هيئة التدريس بقسم التاريخ، وأمضى شطرًا كبيرًا من حياته في السلك الأكاديمي حتى وافته المنية سنة 1347هـ الموافق 2016م، وصُلي عليه في مسجد الراجحي.
اهتم -رحمه الله- بالأدب والتاريخ وله فيهما عدة مؤلفات منها:
عودة الغائب.
نشأة إمارة آل رشيد.
الشيخ محمد بن عبد الوهاب: حياته وفكره.