المبالغة لا تأتي بخير
المبالغة لا تأتي بخير
لا يمكن لشيءٍ أن يكون مسيطرًا على أنفسنا سيطرةً تامةً مثل الانشغال الشديد بأمور شخصٍ ما أو مشكلةٍ ما، لذلك يعد الانفصال من أولى وأهم خطوات التعافي من الاهتمام المرضي بشؤون الآخرين، وليس معنى الانفصال أن نبتعد عن الأشخاص المنشغلين بأمرهم، ولكن الانفصال عن الانغماس في آلامهم ومشكلاتهم، فالمبالغة دائمًا في الارتباط بأي شيءٍ قد تصيب أنفسنا وأرواحنا بحالةٍ من الفوضى، وكذلك الأمر لمن نختلط بهم.
علاوةً على ذلك.. فإنّ من أسوأ التبعات التي قد تحدث نتيجةً لهذا الارتباط الشديد إصابة الشخص منّا بالقلق والوسواس تجاه حل مشكلات الغير ومحاولة إحكام السيطرة عليها، وما هذه السيطرة إلا أوهامٌ تحملنا على تصديق قدرتنا على حلّ كل شيء، والأمر واقعيًّا لا يكون كذلك.
وقد يتساءل البعض.. كيف لي أن أنفصل ومتى؟ والأهم.. ما الفائدة الفعلية التي سأحصل عليها جراء هذا الفعل؟ لا شك أن الأمر يحمل شيئًا من الصعوبة في تنفيذه، إنه يتطلّب البُطء والتدرّج في الابتعاد عن التعلّق بأمور الغير، حتى نسمح لعقولنا بالتفكير جيدًا، بعيدًا عن تأثير مشاعرنا السلبية تجاه المشكلة التي نتعرض لها، ويعد أفضل ما يمكن أن نحصل عليه بعد الانفصال هو الحصول على الهدوء النفسي والحريةُ دون شعورٍ بالذنب تجاه ما لا يمكننا التصرف فيه، كما أنه من الممكن أن يكون هذا الانفصال دافعًا قويًّا للآخرين لينشغلوا بحل مشكلاتهم الخاصة، إذا رأوا أننا قد توقفنا عن القلق بأمورهم.
الفكرة من كتاب لا مزيد من الانغماس في هموم الآخرين
للوهلة الأولى عند قراءة عنوان الكتاب، ربما تعتقد بأن معناه قد وصلك، بل وتشبّعت به حتى من قبل أن تشرع في قراءته، ولكن ما إن تغص في أعماقه حتى تشعر كأنه قد كُتب خصيصى لك، فمن منَّا لم يعاني أو لا يعاني في حياته من داء الانشغال بالآخرين على حساب نفسه؟ بالطبع جميعنا وقعنا في هذا الفخ، فمنذ بداية الحياة ونحن نقع في شرك الاهتمام والانشغال المرضي بمشكلات الغير، سواء أكان ذلك بوعي منَّا أم دون وعي.
تعرض لنا الكاتبة مشكلة عايشتها وعانت منها بشكلٍ شخصي، فتفصّل لنا الأسباب وتمدّنا بما استطاعت من الحلول، لعلّنا نستطيع أن نصل معها إلى دواءٍ فعّال يمكّننا من السيطرة على حياتنا وأنفسنا من جديد.
مؤلف كتاب لا مزيد من الانغماس في هموم الآخرين
ميلودي بيتي: كاتبة أمريكية الجنسية، ولدت في مدينة سانت بول في الولايات المتحدة، في السادس والعشرين من مايو عام 1948م.
ومن مؤلفاتها:
ما بعد التحرر من القلق بهموم الغير، وتحقيق تحسن مستمر طوال الوقت.
The language of letting go journal.
Gratitude.