اللا مبالاة واثقة الخطى

اللا مبالاة واثقة الخطى
يُقال إن الليلة الوحيدة التي تسكن في الذاكرة هي الليلة التي لا ينام المرء فيها، فالذاكرة لا تحتفظ بالليالي التي يحدث فيها النوم، فالعشق أيضًا كتلك الليالي، فأكثر العشق الذي لا ينساه البشر هو العشق الذي لم يكن إطلاقًا.

وهناك أنواع من الأدوية المركَّزة والجرعات السحرية لمعالجة النسيان، كما توجد أيضًا علاجات للأرق، ولكن أدوية النسيان والأرق لا طعم لها، فكل ما يفعله دواء الأرق هو توفير النوم العميق، النوم بلا أحلام أو أدنى شعور بالنعاس، النوم الذي يشبه الموت، أما أدوية النسيان فلن تجعل المرء ينسى ما يرغب في نسيانه فقط، بل سينسى كل ما في الذاكرة، لذا يقرِّر الكاتب إخفاء سر طريقة تحضير الوصفات المساعدة على النوم والنسيان لأن تأثيرها كتأثير النبات السام.
أما اللحم الأبيض لسمكة موسى فيعدُّ من الأطعمة الشهية المناسبة للمرضى، ولا أحد يرغب في الانضمام إلى قائمة المرضى حتى يأكل تلك السمكة، بجانب أن ذلك ليس إلا خرافة وحسب، فأيضًا يعد من مصلحة الاقتصاد الوطني ترك بعض الأفراد لهذه الأنواع من العلاجات لمن يحتاج إليها بالفعل، فما الذي يدفع امرأة بكامل عافيتها وأشد استمتاعًا بالعشق المتبادل مع الحبيب أن تأكل مثل ذلك؟! فمن الأفضل تناولها طعامًا لينًا، وقضم التفاح، وشرب عصائر الفواكة، وغير ذلك لا يمنح هدأة الأحاسيس التي تجذب العشَّاق، ذلك أن الرجال لا يثقون بأي امرأة تبدو مستعجلة جدًّا على البدء في علاقة معهم، بل ينجذبون انجذابًا قويًّا عندما يلقون لا مبالاة مقصودة وظريفة وواثقة الخطى.
الفكرة من كتاب وصفات لنساء حزينات
للطبخ معلمات بارعات فيه، لكن يطمح الكاتب هنا في البحث عن حلول لكآبة النساء من خلال كونه حارس الوصفات التي تعطِّر الخيالات والأحلام، فيضع لكل حالة شقاء وأسى وصفة شهية تساعدها على تخطِّي ذلك.
مؤلف كتاب وصفات لنساء حزينات
هيكتور آباد Héctor Abad: ولد في ميديلين 1958، وهو روائي وكاتب مقالات وصحفي ومحرِّر كولومبي، يعد آباد أحد أكثر كتاب “ما بعد الطفرة” موهبةً في أدب أمريكا اللاتينية، ويشتهر آباد برواياته الأكثر مبيعًا.
له العديد من المؤلفات، منها: Hides it”, “Narrow”, “Dawn of a husband”, “What was present”.