القيمة الشخصية في مواقع التواصل الاجتماعي
القيمة الشخصية في مواقع التواصل الاجتماعي
في السوشيال ميديا تجد نفسك تتعامل مع أشخاص يمكن التعبير عنهم أنهم موجودون، ولكن لا تعريف لهم، فتجد حسابًا لشخص له مهنة، وله صور وفيديوهات لكنه لا أحد، فالتشبيك عبر تلك المواقع جعل له قيمة مزيفة.
هؤلاء ينتشرون عبر تطبيق ما ثم يضيفون شخصيات معروفة، ولها قيمة على حساباتهم، ويتفاعلون معهم ثم تدريجيًّا يستخدمون فكرة التعود التي تجعل البعض يظنون أن هؤلاء يقفون أيضًا على الدرجة نفسها من القيمة مع الأشخاص المعروفين الذين يتفاعلون معهم، وتبدأ قبيلة “اللا أحد” تتحول إلى مؤثرين، ويسعون إلى اكتساب مصالح ما، ويطلبون الانضمام رسميًّا لأبناء المهنة.
وإن حدث ذلك فسرعان ما يخرجون منها بسبب ضعف مستواهم، لكنه يبقى يشاكس عبر السوشيال ميديا، وإن أخذنا وقتنا لنُفكر في هوية هذا الشخص وما القيمة التي يجب أن نمنحها لما يكتبه ونسينا أنهم لا أحد بسبب كثرة رؤيتهم على التايم لاين، فسنكتشف أنهم لا يختلفون كثيرًا عن الذي يضرب الجرس وهو طفل ويجري قبل فتح الباب، والحل معهم هو التجاهل.
وماذا عن المُقلدين الراغبين في الشهرة؟
في نقاش للكاتب مع صديق له حول سبب تميز البعض عبر منصات التواصل الاجتماعي وعدم تميز البعض الآخر، قال صديقه: “إن مشكلة هؤلاء أنهم يريدون أن يصبحوا “ريفرنس | Reference”، لكن إمكاناتهم لا تساعدهم فعمّت الفوضى واختلط العالم بالجاهل والحقيقي بالمزيف”.
الريفرنس يمثل الرائد الذي وضع الفكرة في المهن المرتبطة بالفن والإبداع ثم يأتي المجددون ليصبحوا “ريفرنس | Reference” جديدًا وهكذا، لكن على “فيس بوك | Facebook” يظن البعض أن ما يفعله الناجحون يمكن تكراره للحصول على النتيجة نفسها، وحتى تكون “ريفرنس | Reference” حقيقيًّا فأنت بحاجة إلى البحث عما هو مميز بداخلك وتعبر عنه وتُقدمه للناس.
الفكرة من كتاب فلسفة البلوك: ما فعلته بنا السوشيال ميديا
كم مرة تلج إلى حساباتك على مواقع التواصل الاجتماعي يوميًّا؟ وكم ساعة تقضي عليها؟ هل تجد نفسك تبحث باستمرار عن الإشعارات أو تشعر بالقلق عندما لا يمكنك الوصول إلى هاتفك؟
إذا كان الأمر كذلك، فأنت لست وحدك؛ في العصر الرقمي اليوم أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، ولكن ما تأثيرها في نظرتنا إلى أنفسنا وإلى الآخرين؟ وماذا كشفت عنا؟ وكيف تؤثر في صحتنا العقلية وعلاقاتنا؟ هذه هي الأسئلة التي دارت بخلد الكاتب محمد عبد الرحمن، وبدأ يستكشفها عن طريق تأملاته وعمله الصحفي.
وبالنهاية قرر توثيق الأفكار والاتجاهات التي رصدها، في محاولة لتفسير سلوكيات نشطاء هذه المواقع، وتأثيرها في العقول، ويتمنى الكاتب أن يخرج القارئ بالنهاية بمعلومات تؤهله لعيش هذا الزمن وفقًا لقواعده التي يضعها بنفسه، لا التي تُفرض عليه من صانع المنصة.
مؤلف كتاب فلسفة البلوك: ما فعلته بنا السوشيال ميديا
محمد عبد الرحمن: كاتب وصحفي مصري وناقد فني، تخرج في كلية الإعلام بجامعة القاهرة عام 1997، عمل في عدد كبير من الصحف والمجلات المصرية، ويتولى حاليًّا رئاسة تحرير موقع إعلام دوت كوم.
من أعماله:
الكتاب صفر: كواليس وكوابيس الفبركة الصحفية.
مدينة المليار رأي.