القناعة وراء السلوك

القناعة وراء السلوك
دائمًا ما توجد قناعات وراء سلوكيات الأشخاص مهما اختلفت سنهم، لكن كثيرًا ما يتجاهل الكبار هذا الأمر فيتعاملون مع السلوكيات السيئة للأطفال دون البحث عن الأسباب الحقيقية والقناعات التي وراءها، فالطفل السيئ السلوك غالبًا ما يكون طفلًا محبَطًا يشعر بالنقص والإهمال وانعدام القيمة، لكنه لا يعي ذلك ولا يستطيع التعبير عن مشاعره فيعبر عنها بأساليب خاطئة تنتج عنها ردود أفعال سلبية من الكبار وهذا عكس ما يهدف إليه الطفل، فيكوِّن قناعاتٍ أكثر سلبية تجعله يرتكب مزيدًا من السلوكيات السيئة التي يتضرر منها نفسيًّا بقدر ما يتضرر منها الكبار.

وتتمثل هذه القناعات في شعور الطفل بالإهمال ومحاولته جذب الانتباه، وهنا يجب على الكبار تكليفه بمهمة مفيدة تمكنه من جذب الانتباه بطريقة إيجابية، وأيضًا الانتقام النابع من التألُّم والغضب وهنا يجب تشجيع الطفل على التعبير عن مشاعره وإظهار التعاطف معه، وكذلك الرغبة في الشعور بالقوة وهنا يمكن طلب مساعدته في إنجاز مهمة معينة وتشجيعه على اتخاذ قراراته بنفسه، أما إحساس الطفل بالنقص وعدم الكفاية فيمكن علاجه بتشجيع الطفل على تحقيق إنجاز أو عمل ناجح ينسيه هذا الإحساس.
لذلك يجب على الكبار البحثُ وراء سلوك الطفل وفهم الرسائل المشفرة والقناعات التي يرغب الطفل في إيصالها من خلال هذه السلوكيات، وعدم اللجوء إلى العقاب أو العزلة العقابية لأنها قد تأتي بنتائج عكسية وتزيد لديه الإحساس بالنقص والرغبة في الانتقام، كذلك أن يساعد الكبارُ الأطفالَ على إظهار مشاعرهم وقناعاتهم عن طريق سؤال الطفل بلطف عن سبب فعله لهذا السلوك وتخمين بعض الأسباب، ثم الاشتراك معه في وضع خطة لحل المشكلة، وتوعيته بأن المشاعر السلبية كالانتقام لا تفيد صاحبها، بل تجرح الأشخاص الذين يحبهم، ومن ثم تتغير قناعاته إلى الأفضل ويتحسَّن سلوكه.
الفكرة من كتاب التهذيب الإيجابي في تربية الأطفال: وداعًا لعقاب طفلك، أكثر من 50 طريقة بديلة لتطور شخصية الطفل وإطلاق قدراته في البيت والمدرسة
إنَّ أحد دروس الحياة المهمة هو مساعدة الأطفال على استخدام قدراتهم الفكرية لفهم عواقب اختياراتهم، فجميع البشر صغارًا وكبارًا يخطئون وهذه الأخطاء هي التي تُعلِّمنا دروس الحياة، ومن أفضل أدوات التربية الإيجابية أن نحترم كرامة الأطفال ونعاملهم بحنانٍ وحزم، وأن نعد أخطاء الأطفال وسوء سلوكهم فرصة لتعليمهم ضبط النفس والتحكم في الذات وتهذيب السلوك، بدلًا من العقاب الذي يهين الطفل ويفقده القدرة على التعلُّم، وبذلك نضمن لأطفالنا مستقبلًا ناجحًا سعيدًا.
ويهدف هذا الكتاب إلى تعليم الكبار مهارات التربية الإيجابية الفعالة التي تساعد الأطفال على اكتساب المهارات الحياتية المهمة كالتواصل وحل المشكلات، مما يعزز من ثقتهم بأنفسهم وإحساسهم بتقدير الذات، كما يهدف إلى إقناع الكِبار بتجنُّب العقاب والأساليب التربوية المهينة المحبِطة التي تسبب للأطفال ألمًا نفسيًّا كبيرًا يؤثر في مستقبلهم ونجاحهم.
مؤلف كتاب التهذيب الإيجابي في تربية الأطفال: وداعًا لعقاب طفلك، أكثر من 50 طريقة بديلة لتطور شخصية الطفل وإطلاق قدراته في البيت والمدرسة
جاين نيلسن : حصلت على الدكتوراه في علم النفس التربوي من جامعة سان فرانسيسكو عام 1979، تعمل مُصلِحةً اجتماعية ومستشارة تربوية في كاليفورنيا، تعقد عديدًا من المحاضرات والورش التدريبية التي تهدف إلى تعليم الآباء والأمهات طرائق التربية الإيجابية، كما شاركت في تأليف “سلسلة الانضباط الإيجابي” الأكثر مبيعًا حول العالم، ومن مؤلفاتها:
الانضباط الإيجابي في صفوف المنتسوري.
الانضباط الإيجابي من الألف إلى الياء: 1001 حل لمشاكل الأبوة اليومية.
الانضباط الإيجابي لمرحلة ما قبل المدرسة.