القصص القرآني
القصص القرآني
القصص القرآني هو أوسع المحاور القرآنية، وهنا تساؤل مهم: هل القصص التي رواها لنا القرآن الكريم، متشابهة في سياقها وأحداثها وإفاداتها؟ أي هل هي لون من التكرار الذي يغني قليله عن كثيره؟ والإجابة هي: لا، فلكل قصة في موضعها إيراد مقصود، وأثر مغاير يحتاج إليه السامع لتكتمل به الحقيقة التاريخية والعناصر التربوية، وبيان المسألة مهم للرد على جهلة المستشرقين الذين زعموا أن هذه القصص متناقضة.
على سبيل المثال: تأتي المقارنة بين ذكر قصة آدم (عليه السلام) في القرآن الكريم، وما جاء في الإصحاح الثالث من سفر التكوين، وأيضًا ما حكته التوراة عن قصة اكتشاف الله لخطيئة آدم، ويتبيَّن من ذلك أنَّ الله أكبر وأجلُّ من الهذر الذي يقدسه اليهود والنصارى، تعالى الله عمَّا يقولون علوًّا كبيرًا، فالقصص القرآني، سواء كانت قصصه مفردة أم مكرَّرة، فهي في السياق القرآني أداة للتربية، ومصدر للتوجيه والوعظ يدعم الفرد والجماعة.
الفكرة من كتاب المحاور الخمسة للقرآن
القرآن الكريم كتاب يُعرِّف الناس بربهم، على أساس من إثارة العقل، وتعميق النظر، ثم يحوِّل هذه المعرفة إلى مهابة لله، ويقظة في الضمير، ووجل من التقصير، واستعداد للحساب.
عندما يسأل المسلمون: هل لله وحي يهدي العالم القديم والجديد إلى الحقائق، ويخرج الناس كلهم من الظلمات إلى النور؟ فإن إجابتهم المفردة: نعم، هذا القرآن الكريم! وستأتي الدلالة على تلك الإجابة، دلالة تاريخية موجزة، ودلالة موضوعية سوف يبسط الحديث فيها، وهي موضوع الكتاب الذي بين أيدينا.
مؤلف كتاب المحاور الخمسة للقرآن
محمد الغزالي: عالم ومفكر إسلامي مصري، ويعدُّ أحد دعاة الفكر الإسلامي في العصر الحديث، وعُرف عنه تجديده في الفكر الإسلامي، كما عُرف بأسلوبه الأدبي في الكتابة واشتهر بلقب أديب الدعوة.
من أبرز مؤلفاته: «عقيدة المسلم»، و«فقه السيرة»، و«كيف تفهم الإسلام»، و«سر تأخر العرب والمسلمين».